الثلاثاء، 21 فبراير 2012

(موعـد مع الخطيئة!)

//


//


يتلاشى المـساء بصمت..
ويجثو بثقل تاركا خلفه روح
تتأهب لموعد لم يكن له عنوان
إلا انه كـ الكهنة في مواعيد
قرابينهم لآلهتم المزعومة!
/
الليل طرق الأبواب..واستأذن
كي يدخل إلى العمق..
إلى البيوت/المساجد/الطرقات
وسكك الحواري الـ شبه نائمة!
وملأ الشوارع!!
لم يبقى كرسي على زاوية الأمكنة
إلا وقد جلس عليه ذاك الليل المسن!!
كان يحمل عصـاءه التي يهش بها
على الوجود..فيظلم بطرفة عين!!
لم يكن يريد سوى أن يستر عيوب
الحيـارى..ويخفي دموع المحرومين..
ويهدهد آهات مكلومة من قلوب
مزق الحب وربما الفراق أوردتها!!
/
مر الليل بهـدوء عجيب على أروقة
الروح..ولم ينتبه أنها على موعد
مع خطيئة تكاد تكون ملحمة
لكل روح!!


/
أيـها الليل سلام عليك يوم
دسست روحي بين كفيك لحظة ألم!
يوم أن أسدلت عليها لحـاف السكينة
كي يهدأ ذاك الوجع الممتد على شرفاتها..
ويوم قطفت دموعها المتدلية من
عناقيد أحداقها المتعبة!
آآه مني ومن حنين يفتك بي
لمَ لمْ تقتلعه يوم أن اقتلعت
براثين الخطيئة من عمق روحي؟
لمَ تركته يتنامى على أراضي
طهـري!!؟
لقد كبر..وأصبحت جذورة متمسكة
بي للرمق الأخير!!
أتعلم يا ليلي..! ربمـا كانت
الخطيئة هي من ستبعثني خلقا آخر..
وتحلق بروحي في فضـاءات الأماني
دون عودة إلى أرض الفجيعة!
وحدك تعلم مقدار السنين التي
كلفني إيها ذاك القدر:
عجاف ,,جدباء..سود!
ولم أكن أدخر حينها سنبلة أمـل
كي أقتات بها بعد أن عصف الجوع
المتوحش بقلبي..وجعله جثة هامدة..
تأكلها سبـاع الفراق..دون رحمة!!


/


خطيئتي لم تكن إلا الخلاص من
نبوءة مزيفة..رمتني بها صحرائي
القاحلة..حينما صدقت أساطير البدو
الذين ساروا فيها_وعاثوا فيها الفساد_!!


/
صدقني أيها الليل العجوز..
موعدي قد حان كي أرتكب خطيئتي..
سأقترفها ولن أتوب منها..
لأنها النبي المنتظر..الذي
سيحرر روحي من صراعات الشجون!
/
أيتها الخطيئة..لستِ سوى
(النسيان) لـ روح كانت تسكنني.. وإبطال مواثيق الولاء والعهود..
وإزالة طقوس ظللت أمارسها من بعدك
كي أبقيكِ على قيد الحياة!!
ولكنني اليوم سأحترف النسيـان..
وسأمتهن فقدان الذاكرة..
كي أعيش بسلام بعيدا عنك!!
ولن أتوب..
لن أتوب
/
ليلي/خطيئتي/روحي/وكل ذنوبي


سلام عليكم يوم كنتم..ويوم ترحلون!
:
:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق