السبت، 30 مارس 2013

صمت وبعثرة !





" كُلما حَاولتُ أَنّ أَكُتُبُنِي . . أَشْعُر أنّ حُروفي ذَابِلة عَلى شَفَاهِ البَوح !"

::
جَريِمتي التِي اقْتَرفْتُها بِحقِ قَلبي . . حِين طَعْنتُه بـِ الصَمْت
أَصْبَحت لَعْنتُها تُطَاردِنُي . .
ذَنْب لَمْ أتَطَهر مِنه . .فَـ فَقْدتُ مَهَارتِي فِي الكَلام . .
أَصْبَحت كُل حُروفِي خَرساء . . وإن حَاولت النُطق . . فَهي تُتَأْتِيء ولَثْغَتها فَاضِحة !!
كُل مَرة تَجْلِدُني الثَرثرة حِين يَخْنُقِني ضَجِيج الوحَدة . .
أًبْحَثُ عَن بَقايا حَدِيث مِن زَمنٍ قَدِيم . .
أُفَتِش كَل مَحافِظ ذَاكِرتي عَلّي أَصطَدِم بـِ بَعْضِ هَمْسٍ يُجْبِر كَسر روحِي الأبْكَم!!
::
كَـ عَادَتِي مُنْذ آخر خَيبة لِي . .
يَجْتَمِع فِتيتة جُرحِي فِي كَهف قَلِبي . .
يَكْحَلون مُقَـل وجَعِي بـِ دَمْعٍ أَسود !
يُبَعْثِرون الصَبر عَلى طَاولة الأَلم . . لـِ يَنْتَزعِوا ما تَبقى لِي مِن يَقِينٍ
أنّ الحَياة لا تَزال مُبْتَسِمة !!
أَتَمَدد فِي صَمْتِى وتَسْتَطيل غُربَتِي كـ ظِلٍ بِلا انْتِهاء . .
أَقْتَرِف الغِيابْ فِي كُل شَيء حَتى فِي ذَاتِي . .
فَلا أَعُد أُجِيد الحُضور . .
وكُل مقَاعِد روحِي خَاوية !!
أَسْتَرِجُع تَرف أَيامِي التِي مَضْت . .
ويَصْدِمُني أَنها انطَفأت مَع أول وجْهٍ مِن الذِكرى . .
فلا عَادت مَلامِحها مَأهولة لدي . .
ولَمْ أَعُد أَذُكر اسْمَائِها !!
حَتى ضَحكَاتِ الأَقْدار تَسْخر مِني . .
وتُسْقِط مِن عُلبة عُمقِي كُل حَنِينٍ ادْخَرتُه طِوال سَفري فِي غُربَتِي !!!
أَبْسِط يَدي لـِ أَقْرأ فِنْجَان حَياتِي . .
فـَ يَخْذُلني رَمَدُ عَينِي وأَفْشل كَعادتِي فِي اسْتِقراءِ فَرحٍ قَدْ يَأتي يَوما!!!
:::
فِي صَمْتِي تَتَكْشف جُروحِي وتَرفَع عَن سَقايها فُسْتَان الحَقِيقة . .
لـِ أُدْرِكَ أَنَني نِصفُ ضَياع . . ونِصْفَي الآخر لازِلتُ أَجْهَلهُ !
هَل كُنتُ بـِ حَاجَةٍ أَنّ أَخْلُقَ أَعْذَارٍ واهِية لـِ مَواعيد تَتخَلف بـِ الحُضور
حَتى أُبْقِي شُمَوعها مُشْتَعِلة بِـ دَاخِلي ؟!!
أَتُرانِي لَمْ أَعُد صَالِحة لـِ الحَياة . . ولَمْ أَعُد مُصَابَة بـِ الفَرّح؟!
أَحْتَاج أنْ أَتسَول الأُمْنِيات لـِ أُحَافِظَ عَلى بَرِيق انْسَانِيَتي سَاطِع
وأَخْشَى أَنْ أَسْقُط قَبل أَنْ أَعِيشُنِي ذَات حُلم!
أَسِير نَحو مَجْهول . . وأَهْوي بـِ إِيمَانِي فِي جُب المُتَنَاقِضات
لـِ تَلّتَقِطُني سَيارة الحَقِيقة مِن وَهْمٍ كَان يَقُودُنِي ولا أَراه!!
/
أَنا الآن أُعِيد روحِي لـِ تَجْري لـِ مُسْتَقَرٍ لَها . .
أَتَشَبْث بـِ حَفْنَةِ أَمْلٍ . . وبـِ كِسْرة أُمْنِية . .
وطَرِيقي مَفْقُود الهَوية . .
لـَ كِنَني مُؤمِنة جِداً بـِ أنّ الأَشَياء الجَمِيلة تَأتِي مُتَأخرة
عَلى جِناحٍ مِن نور . .
وأَنا أَعْقُد الصَبر عَلى روحِي
وأَتَوكَل عَلى الله . .
فـِ الله يُحِب المُتَوكِلين !!

::

" لا زَال فِي قَلبِي بَقايا غَيمة حُبْلى بـِ الحُب . . تَنْتَظر السَماء لـِ تُسْقِطها عَلى أَرض الواقِع
لـِ يَحِين فَصْل حَصَادِها ! "