الجمعة، 6 فبراير 2015

لا يَنطوي عُمر الجُرّح هَكذا . . لا يَنتهي حِين تَنتهي دُموعنا . . تَبقى نِيران ألمِه تَشّتعل فيمَ تَبقى مِن جَسدِ الحَياة!
لِماذا مُؤخراً أسّمع صُوتكَ يَنسّكب مِن مَزارّيب ذَاكرتي؟!
عَيناكَ النائِمتان في مَدى نَظري تُلاحقان انكسّار الضّوء فِي عُمقي . . وتَنطَمس بَسمتي!
لا شّيء يُحيي الحُزن فيّ كَـ اسّمُك المَارّق بِكُل ألمٍ على أرّصفةِ حَنيني!
تَخيلّ . . تَخيلّ أنّ طِفلتُكَ التي ما كَانت تَستطيع أن تَمكُث في الظُلمةِ بُرهة . . اليوم تَنام فِيها . . تَنام بََعد أنّ تَخلُق حَديث أبكَم مع طَيفُك! تَضحَك طَويلاً . . طَويلاً . . ثُم تَبكي بلا انقطِاع . . حِين تَمُدّ يَداها لِتَلّمس وجهَكَ ولا تُحسّ بِه . . لا تَجِده كما كَانت تَعتقد حِين كَان يُداعبُها لِتضحكَ!
هَل تُراكَ تُدرّكَ مِقدار الوَجَعّ الذي زَرّعتَهُ بِـرّحِيلكَ!؟
هَلّ تَعي أنني أُصِبتُ بِعُقدة الخَوف مِن الفَقد!؟
و أنني صِرّتُ أتهرّب كَثيراً مِن تِلكَ التّجمُعات التي أَشّم فيها  رِيحُكَ. . وأنني بَرّغم المَرّات التي ألقيتُ فيها مَلابسكَ على قَلّبي لم يَرّتد بَصيراً !!
و مَا زِلتُ واقِفة أمام باب المُهَاجرين . . أنتَظركُ أن تُلّوح لي بِيدكَ . . أو تُشّرق بـ ابتِسامتِكَ!
وأنّ السّيارة كُلهم ما دَلوني لِطريقٍ إليكَ!
مَن تُرٌاه محى أثرٌّكَ هَكذا دون أن يَمنح دَليل رّوحي فُرّصة أن يَتبَعكَ.
سَّاخطَة أنا جِداً عَليك .. استعجَلّت الرّحيل . .
استعجَلّت الرّحِيل . . وأنا لَم أكُن مُستعدة كِفاية لأن أُوضِّب لكَ حَقائبُكَ . . ولم أَكتفي مِنكَ بَعد!
" كَيف الطَرّيق إليكَ دُلني " ؟!
أشّياؤكَ كُلّها تُعذِبُني . . تَغرّس الشّوق في قلّبي بِقوة و أنّزِفُكَ حَنيناً لا يَتوقف!
صُورتُكَ لا زالت في بِرّوازِها الذي تُحِب . . بابتِسامتِكَ تِلكَ . . بِنظرّاتِكَ الحَائرة . . هل تُصدقُني أنني أسمع فيها صَوتكَ . . و أشّم عِطرّك ...وأنني كُلّما مَرّرتُ بِجانبها ألقيتَ علّي السّلام!
آآآهٌ ما أتَعبني . .
مُتعبةٌ جِداً . . يا (....) هل تَسّمح لي أن أُناديكَ حَبيبي!؟
هل تَمنحني مَرّة أخيرة أن أختَبئ في حُضنُكَ للأبد . . ثُم أمُوت !!

لا يُدرّكَ حَجم الألم الذي يَعتصِرّني الآن . . إلا مَن فَقد حَبيباً ولا يَستطيع أن يَراه . . أن يَسمعه . . أن يَلّمسه . .
تَطوف رّوحه حَوله . . يَشّعر بِها تَتلّبسَهُ لَكنه لا يَقدر أن يُطاولها أو يَضُمها لِصدّره!


يـ الله !