الأحد، 24 يونيو 2018


قررتُ أن أكتب كثيرا وهي عادة تركتها منذ سنوات بعد أن عجزت أن أمسك القلم و أكتب في مذكرتي (الخاصة جدا) التي أخفيها تحت وسادتي و أحملها معي حتى في مواعيدي للمستشفى..ببساطة لانه كانت فكرة أن يقرأها أحد غيري ترعبني بشدة.. كبرت وكبر الألم معي وبدأت أشق طريقي نحو العزلة بعد أن فقدت مهارتي في الإحتفاظ بمن هم حولي لأسباب لا حول لي بها ولاقوة.. كنت أعتقد حينها أن الكتابة خير صديق لي..وملاذ ومتنفس..لكنني بعد مدة من الوقت أدركت انني لم اعد قادرة على الكتابة وتخليت عنها. بقيت هكذا وحيدة من كل شيء..فارغة..صامتة..لا شيء يبهرني للاتجاه نحو الحياة! كانت حينها فكرة الموت تمر أمامي بشكل بسيط..حتى أصبحت فكرة حاضرة وبقوة منذ أن استيقظ ..بحثت عن اسباب كثيرة للحياة لكنها لم تكن كافية لطردها.. كنت أخجل ان ابوح لاحدهم عما يدور في ذهني من افكار وحشية..وبعضها مقلقة..وبعضها ايضا موجعة.. لم اكن قادرة على فتح حديث متكامل مع اي كان! أخيرا قررت أن أكسر الصمت..ولكنني للاسف كنتُ قد نسيت لغتي! والآن أعيد نفس الألم..نفس الإسطوانة..ولكنني هذه المرة فقدت ايماني بمن حولي..وأدركت انني مهما مددت يدي للاخرين لن يستطيعوا الامساك بها لفترة طويلة. وانني غير بارعة بالاحتفاظ بأحد في حياتي مهما كان حبي له وتمسكي الشديد به..لانني اكثر مخلوقات الله تناقضا و حيرة وقلقا! هذه الوحدة تؤلمني جدا وهذا القلق يخترقني وانني أرفض البكاء كحل بديل !


رسالة اعتذار و (الأخيرة):

حماقاتي التي تسكنني لم تكن يوما الا محاولة بائسة لخلق فرص جديدة لي للحياة بعد أن فقدتها في روحي رغما مني!

الجمعة، 19 يناير 2018


لاجديد..
الجرح ذاته بصورة مختلفة وأشد ألماً .. وأنا كمن فقد عصاه التي تسنده في منتصف الطريق.. 
يتلمس الاقدار علها تنبت له وردة ترشده رائحتها الى طريق الجنة!
لا جديد .. 
سوى نزيف حاد في الروح .. جرف معه كل معطيات الحياة ..وكأنما كتب علينا أن نطعم الجزء الأكبر من سعادتنا للمتشردين الذين يمرون على عتبات حياتنا.. ويأخذون منا الكثير دون ان ندري!!
لا جديد ..
نحن في ذات المكان نتحسس ما تبقى منا من معاني الحياة ظناً منا أننا في طوائف الموتى.. و نتفاجأ بأننا لا زلنا على قيد الأمل .. رغم ان ذاك القلب أصابه عطب اليأس .. ولم يعد بقادر أن يمدنا بالحياة قيد أنملة!
لا جديد ..
سوى قوافل الدمع التي تطوف ليل نهار علي .. وأنا لا حيلة لي ولا قوة الا أن ألبي النداء معها .. و أصرخ لله الذي لم ينم يوماً عن انكساري ان يا رب اجبر كسر روحي .. وضمد هذه الجراحات التي لم تلتئم بعد!
حقا لا جديد ..
أنا هي أنا .. أكثر صمتاً .. أكبر حزناً .. أكثر خوفاً .. أشد يأسا .. 
والألم حقا تملكني هذه المرة .. ولا أمل لي بالنجاة و " رحمة الله تغشى هذه الروح المؤمنة "

الخميس، 8 سبتمبر 2016



لمْ يَبقى عندي ما أقول ..تَعِب الكَلام مِن الكَلامِ *
:
:
رّفعتُ فَستان انْكِساري ومَشيتُ فوق كُل وجَع مِن خَيبتي الأولى ..وأخيراً استطعتُ أن أَعبُرها رغم الخَساراتِ الفَادحة ..
لأَدخل بِمحض إرادتي في خَيبتي الثَّانية !!
بِمَ كُنتُ أَفَكِر حِينها؟! لِمَ رَفعتُ سَّقف توقعاتي في شيءِ لا أملُكه !
لِمَ لمْ أَمنح روحي فُرصتها الأخيرة في السفر للبعيد..البعيد!
كَيف وَثقتُ في سراب؟َ
وبَعد كل الوهم الجَميل ..وبَعد كَل شيءٍ انسَكب من قلبي بلا رُجوع ..
انتبهتُ أن النِهايات ليست دائماً جَميلة ..
وأن الإبتسامات العابِرة لا تدوم..
وأن ليسث كُل القلوب تُجيد الحب ..
وأنني كُنت أغبى و أغبى و أغبى ..
وأنني اكَتفيتُ مِن كُل شيءٍ ..ولم أعد أرّغب بالمزيد!!

https://www.youtube.com/watch?v=fEzxnbQwwTw

الاثنين، 29 أغسطس 2016

الخَسارات كَثيرة ..ومُؤلمة ..
ولكن هل هُنالك خَسارة أكبر و أقسى من أن تَخسّر روحك؟َ!
:
:
إليك ما يحدث :
تَتحلل كُل ملامح الحَياة في داخلك ..
تَختلط الأصوات ..لا تَستطيع أن تُميز صَوتك من بينهم ..حتى تَنساه تًماما..
لا تَقوى على النظر لوجهِك في المرآة ..تَتهرب منكَ ..تَرّتبك لو إلتقيت بوجهك صُدفة!
يَنمو القلق في أعماقكَ ..يَكْبُر دون أن تَشعر به وهو يَتسلق لأعلى نُقطة فيك!
تَعيش في مِنطقة خَارج نِطاق الحَياة ..لا تَشعر بالوجود ولا تَشعر بالموت..
في مُنتصف الطريق بينهما ..ولا تمتلكَ الجُرأة للرجوع أو للمسير!
تَتلعثم في نُطق الأمل..يتّساقط الحرف من شَّفتي البوح ..وألمكَ يَصعد على ظهركَ ..ولا تَستطيع أن تَنحني لتلتقط ما تَبعثر منك!
تَصبح الأيام بلا لونٍ..بلا مَعنى ..لَيلكَ نهار ونَهارك ليل!
لا تَتذوق طَعم المشّاعر ..لا تَثق حتى بِظلك!
لا تَمتهن إلا البُكاء ..
نَسمة عَابرة على سبيل الخَطأ أمام وجهك كَفيلة بأن تُدخلكَ في نَوبة بُكاء مُمتدة..
وما أكثر امتداد الوجع في أعماقك!
تَفشل كُل مُحاولاتكَ بالنَجاة..يَدك لا تَصِل للسّطح ..أطرافُك مَبتورة ..
وأنتَ تصرخ لكن ..يَرتد صوتك لك فَيصدمك بقوته وعُمقه ..وتَسقط ..
تسقط ..
تسقط..
تـ
س
ق
ط
ثُم أخيراُ تَستسلم لـ الإنتهاء .. لـ المجهول .. لـ الغُربة ..لـ الموت البطيء!
:
:
:
" انتـهى .. لَكن هذا الألم لم يَنتهي ! "

الأحد، 21 أغسطس 2016

مَن قال أننا لا نَنسى؟
أننا لا نَرّمي كل تلكَ الذكريات في البَعيد ..
مَن قال أننا عاجزون عن تَجاوز آلامنا و أوجاعنا ؟
حين يَطول الغِياب ..
حِين تَبتعد المسافات ..
حِين يَصبح الحَديث مختصراً ..
حِين يَصبح الحَضور لتأدية واجب فقط ..
حينها تأكد بأنك في عداد المنسّين ..
في خَانات الغُرباء ..
وأنك آيل للغروب لا مَحالة ..
وأن هُنالك شّاغر لأحد آخر بالتأكيد لست أنت!
حِينها " لَملم" بَقايا حُبكَ في حَقيبة الوداع ..
و " اكنس" مخلفات وفائك من غُرف الشوق ..
و ارتدى حذاء رحيلكَ ..
واخرج من حَياتهم بِصمت و بهدوء بالغ ..
دون أن تثير " ضجة"
وإياك أن تلتفت للوراء ابداُ..
فـ أصعب اللحظات و أقساها ..هي آخر نظرة تُلقيها .. في الموعد الأخير ..قبل أن تُسّلم وجهكَ للغياب "

الاثنين، 8 أغسطس 2016



*في غِيابهم ..
تَتمنع الصباحات من الحُضور ..
و تتشرنق الأمُنيات على حوافِ اللقاء ..
ونَحترق نحنُ ببطئٍ شديدٍ بِـ الشّوق ..
قَبل أن تَنصهر مسَافاتِ الغِياب بيننا !
*في غِيابهم ..
يَسقُط العِتاب حِين نَصطدم بذكراهم ..
ويَرّتحل الـ حِنين إليهم دون تَذكرة عُبور..
يُهرول بأنفاسِ مُتسارعة .. عَلّ أجراس الحُضور تُقرع!

*في غِيابهم ..
يَصهل الحُب في أوردةِ الرّوح ..
يَكتسح أزمنةِ الغِياب .. ليمتطي صَهوة اللقاء حتى وإن كانت سَرّاب..
يَرّتجف قلّبي كُلما تَسرّب إليّ صَوتُك من البَعيد ..
وتَتصلب كل الوجُوه أمام ذاكرتي ..
ليتَدحرج وجهكَ القديم بَين يدي ..
وتَتأجج نِيران الشّوق مَرة بعد أخرى ..
وتّشهق دواخلي رافضة هذا البُعد الطويل!

*في غِيابهم ..
تَنسكب رّغبةِ الرّحيل على ضِفاف الوجَع ..
تَتكور الأُمنيات المُؤجلة في قَوارير اللهفة ..
و تتكدس أتربةِ الذكرى في رفوفِ الصبر ..
تَنتظر مُزن اللقيا أن تُمطر ذات شوق!
*في غِيابهم ..
تَمتدُ مسّاحات الغُربة ..
وتَطول مسافات الفقد ..
و محَطات الإنتظار مُكتضة ..
تَتبعثر على أرصفتها أصوات الحَنين ..
تَنتحب بِصمتِ تَخنقه أًصابع الإحتياج !
*في غِيابهم ..
كُل الأفراح بِلون الأسى ..
وكُل القلوب التي تَعبرنا ..هي أشباه القُلوب..
نَحمل عنهم ثّياب الحُزن ..
ونتعرّى نَحنُ من الحَياة ..
و نَخضع لكل الذنُوب التي يَقترفها الشّوق
في حَضرة الذكرى .

في الغياب ..
يَعوّج ضِلع الوفاء ..
و لا يَستقيم!


همسة:
ليتَ العِناق الأخير ما  اكْــتمَل!