الأحد، 22 أبريل 2012

نَحْنُ مُجْتَمع ذُكُورَي لا أكْثر!




لَطالما كُنتُ أتَسائَل . . بَعد هَذه الأعَوام العَديدة التي مَررنا بها . .

وما رافَقها مِن تَطور . . و تَغير في جَوانب حياتنا المُخْتَلِفة . . وأَصْبحنا ( متطورين ومنفتحين وأحيانا مُنتَفِخين !! )

هل تَغير شيء في الجَانِب الفكري ؟! هل أَصْبحنا نُفكر بِـ حُرّية عن قُيود الأفكار المُجْتَمعِية التَقليدية السائِدة ؟!

أما أننا لا زِلنا نُفكر تحت جِناحها ولو تَغيرت أشْكالنا ؟!!!!

الرّجُل الذي يسْبق اسْمه (دال) عَريضة كَبيرة . . هل يُفَكر بِمنطقية وعقلانية تتناسب مع اخْتِلاف الحياة ؟

أم أن هذه الدال لمْ تَزِدْهُ إلا (عُقد مَتتابعة) و تَخلف يُعادل حَجْم شّهادتِه التي يُزين بها مَكْتبهُ _ رُبما _ ؟!!

:

الواقِع يَقول بأننا لا زِلنا نُفْكر بِعقول مَن سَبقونا . . وكأَن أفْكَارهم " كِتاب مُنزل" يَجب أن يَتْبِعهُ من أَتى من بعدهم

و هؤلاء نَفسهم لم يُفْكِروا إلا كما فكر اللذين مِن قَبلهم . . وجَدوا آباءهم على مُعْتقد مُعين وقالوا  إنا على آثرهم لمهتدون !!!

حسنا . . بعد هذه (الثرثرة) الطويلة العريضة . .  لي سُؤال . . وربما عِندي إجَابته . .

لِماذا لا يَزال الذكر في مُجْتَمعِنا يَتمتع بِحقوق و(( حَصانة )) تُلاصِقُه حتى لو كان يَرّتكِب الفاحشة علناً !!!

الرجُل معنا وكأنه ( نبي) معصوم من الخطَأ . . وإنْ أخْطأ فـ صِفة الذكُورة تَشْفع له وتَغفر ما كان وما يَكون وسَيكون !!!

أما المَرأة ولأنها مرأة فإنها لو عَطست سهواً في مَكان عام فهي بلا شك ( ما رزينة !!)

بـ الأمس كَانت زمِيلتنا في العمل تُعانِي مِن مُشْكِلة مع زوجها وكان الأمر قد وصل لـ الطلاق . .

زمِيلاتنا الأُخْريات كُنّ يُخفِفن عنها همها . . وما إنْ خَرجت _ (مُتجهة للمحكْمة لإنها أمر الطلاق ) _ وربما يَكاد نِصف جِسمها بالمكتب والآخر خارج المكتب , حتى بدأت نوبة ( الحش والقيل والقال ) . .

الأولى : فلانه بتتطلج . .

الثانية : تحمد ربها وتشكره إنه ما سوالها فضايح وبيطلقها بهدوء

الأولى : إيه والله كذي .. هذي بنت ما فيها احترام لأحد ! نحن وياها بالمكتب وشوفي اشلون تكلمنا !

الثانية : إنتي شفتي كيف ستايلها ؟؟ والله لو أنا كذا أهلي بيذبحوني

/

فَاصل : ( الحين أنا أباأفهم وش دخل الستايل في الطلاق ؟؟؟)

/

نُواصِل:

الثالثة : هي بنت رباشه وعاد شوفي الحين بعد ما تتطلق.

الأولى : إيه ما شفتي فلان اللي ييي معها المكتب؟؟ أونه يخلص لها أمورها و أهوه محرضنها ع الطلاج !!

الثالثة : الله يهنيهم ..وحدها جايبه لنفسها لو جالسة مع زوجها ما أحسن!!

/

عموما الحش و(اللعيان) طال جدا .. وهذا الحديث على ذمة زميلتي التي أخبرتني عنه.

:

هذه الفتاة . . أحبت زوجها حب لم أرى مثله !!

5 سنوات وهي على ذمته . . فقط (ممتلكين) .. وحينما أسألها ما المانع من زواجكم تقول ( أهله رافضين يتزوجني) !!

قلت لها لماذا لا يتخذ موقف إن كان حقا يريدك؟؟ ثم أنت الآن زوجته فلماذا التسويف؟؟

هي تلتزم الصمت .. لأنها لاتملك إجابة!

:

الكُل يتحدث عنها بسوء لأنها أرادت أن تُنهي هذه (المهزلة) وكما نقول نحن ( لاهي معلقه ولا هي مطلقة) . .

عمرها في الـ 29 سنة وهي لا تزال تنتظر هذا (المخضرم) حتى يتخذ موقف جريء ويضمهما بيت واحد!!

حينما قررت الكل وقف ضدها واتهمها بأنها فتاة لعوب . . فقط لأنها أرادت حقها في حياة كريمة هانئة تحت ظل رجل يقدرها ويحميها !!

الآن زوجها لم يطله حرف واحد عنه . . فهو الشهم المغوار . .  عنترة بن شداد . .

هو حاتم الطائي . . . لأنه تكرم عليها بطلاقها !!

زوجها (التحفه) هذا ما هو إلا (حُثالة ) تتكرر بصورة دائمة في مجتمعنا . .

والأصح أن أقول بأنه ذئب بشري من الطراز الرفيع في مجموعة الذئاب!!

كُل الصفات الخبيثة والروائح النتنه تفوح منه !!

بـ العماني ( لا شهادة ولا عبادة ) . . أضف أنه لا يعمل لأنه (ولد شيخ) دلوع البابا !!

أكاد أجزم بأنه  لا يتذكر إسم زوجته . . بسبب الطابور الذي يعرفه من البنات . .

ولا أظنها تميز صدقه من كذبه لكثر الأكذوبات (التُحف) التي يوزعها عليها !!

ولكن لأنّ ( الباشا) ذكر فهو مرفوع عنه القلم !!

وهو ملاك طاهر . . وربما في مجتمعنا الغبي _ سيكون من المبشرين بالجنة _ !!!!!

:

هذا هو مجتمعنا . . الرجل (يسرح ويمرح) يفعل ما يريد ولا شيء عليه . .

والمرأة زلة بسيطة وغير مقصودة تظل تطاردها حتى في قبرها !!

لماذا لا زلنا نستظل تحت هذه الأفكار الغبية والموروثات السقيمة التي لاتغني ولاتسمن من جوع !!

لماذا لا نتحرر من عادات (سخيفة ) تُأطر البنت وتحصرها في (غشاء بكارة ) حقير . .

وتتناسى  إنسانيتها و ذاتها التي حفظها لها الإسلام قبلهم !!

متى سنتحرر من هذه القيود ؟ ونصبح مجتمع قادر أن يتخذذ قراره بنفسه ويميز الحق من الباطل

سواء لذكر أم لأنثى !!

لعمري كم بي من الغيض على هذا المجتمع الذي يتباهى و يتبارز أبناءه بشهاداتهم الجامعية

وهم لا زالوا طلاب في صفوف مجتمعهم الرجعي !!

/

دكتور فلان ليش ما تتزوج فلانه ؟؟؟

لالالا . . ما أريد مطلقة؟!!

طيب ليش؟؟

أريد بنت أنا أكون أول رجل بحياتها !!

:

الدكتور فلان : عمره 39 . . (رجله والقبر)

ليس به جمال يوسفي حتى يشفع له . .

ولا يمتلك سوى أفكار روتينية مكررة . .

ولا يزال تحت ظل (الماما) تحركه كيفما شاءت.

:

أما فلانه المطلقة : عمرها 23 . . ممرضة . .

بها جمال لا يبقي ولايذر . .

عائلة كريمة والكل يشهد لها .

سبب طلاقها : زوجها سكير عربيد ..لم تكمل معه سوى 3 أشهر فقط


/

سحقا لهذا التخلف!

ولو كان العكس . .

الدكتور فلان مُطلق وعنده 10 أولاد . .

يحق له أن يتزوج بنت الـ 20 . .

لأنه رجل  وما (يِعيِبه شيء ) !!!
:

:

" اللهم عافِنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا"





الأربعاء، 18 أبريل 2012

لـِ حَبِيِبٍ نَائِم في عُمْقِي ...

 
 
 
 
لمْ يَستَفِيق هَذا الـ صَباح بَعد يا حَبِيبي . .
لا يَزال نَائِم في كَفيّكَ . .
لِـ يَسْتَيقِظَ بـِ قُبْلَتِكَ على جَبين الأمَلِ !
ويَغْسِلّ وَجْهَهُ بِـ نَدى عِشّقِكَ الـ مُعَتقْ .
وأنا يَا كُلّ صَبَاحَاتِي . . لا أَزالُ نَائِمة على سَرير الحُلم . .
في هَودَجِ حُبٍ على ظَهرِ غَيمة . .
تُدَاعِبُنِي خَصلات صَوتُكَ . . فـَ يَبْتَسم قَلّبِي . .
و أُغَنِيكَ بـِ شّهِية مُفْرِّطَة . .
فـَ يَسْتَرّق الوجُود النَظر لي . .مِن نَافِذةِ الـ سَماء . .
ويُغَنِيكَ مَعِي . .
ويَتثَاءب الـ صَباح بَكْ . .
:
لَيتَكَ تَصْحُو . . لـِ يَصْحو الجَمال . .
وأصْحو أَنا . .
يا ضَوء روحِي أنتَ . .
يَـ سَمائي المُمتلئة بها . .لـ أُمْطِر أَلقاً
يُلاحِق أَكْتَاف السُطور المَارّة على ذَاكِرتَكْ . .
يَا حَرّفَاً يُدْنِيني مِن فُوهَة البَوح . .
كُلما نَطق حَضَرّتُ !
يَا رّجُل . . يَحْتَرِّفُ بَلورَتِي . . لـِ أتَشّكل " أُنْثى المُحَال " التي
لا يَصِل إليها إلا رَجُل . . مَلك كَونها . . وقال لـ مَشّاعِرّها " كونِي " فـ " كَانتْ " !
ولـِ أنكَ أنتَ سَيد المُعْجَزات بـ داخِلي . .
فـ أَنا بِكَ ورّيثة كِبْرياء " كِلْيُوبَاترْاَ " . . !
وبِكَ يا "دَهْشّتِي " . . سـ أُحَير كُل المَقاسَاتِ التي لن تَتَسِع ضَخَامَةِ فِتْنَتِي . .
في بَاحَاتِ أَحْلامُهمْ !
وسَـ تَتَجَمْهر أُمْنِياتُهم حَول لَهِيب حُسْني !
وسَـ أَنْزَلِق مِن أَصابِع أَبْجَدِيتهم . .تَتَلقَفَنِي مَعانيِهُم الأَشّدُ اشْتِعالاً . .
فـ أُحْرّقهم ولا أحْتَرّق !!
وسَآتِيِكَ جُمْلَة هَارِّبَة مِن بَوحِهم . . لا تَحْتَرّم حُدود الفَواصل . .
ولا تهْتم لـ جُنونِ الإسْتِعارات!!
وأَرّسُم على سَطْركَ نُقْطَة أَخِيرة . .أُغْلِقُ بِها نِهايَةِ الإسْتِبَاحات!
/



الثلاثاء، 17 أبريل 2012

لـِ رَجُلِي . . ونَبيّ قَلبي ..

اصْنعنِي أُنْثى مِن جُنونك . .
و انْفخ في رُوحِي مِن أُلوهِيَتِكَ . . لـِ تُخْلق أُلوهِيتي مِن ضِلعِكْ !
أُرّسُمْ مَلامِحِي مِن يَقِيِن حُبُكَ . . يا رَجُلاً لمْ يَخْلُق الله مِثّلِه فِي كَونِي . .
يا نَبيَّ المُرّسَل مِن سَماءِ الـ دَهْشّةِ . .
لـ يُحِيي الحُبّ مِن وجْدَانِي . .
ويُبْرئي جُروح قَلّبْي . .
ويَأْخُذ إليه طُيور حَاجَتِي فـَ يَنْفُخ فِيهنّ حَدّ الإكْتِفاء بِه!
يا رَّسُولِيَّ الذي يُدْخِل يَد حُزْنِي في جَيبِ روحِه
فـَ تَخْرُّجَ بَيضَاء . . مِن غِير سُوءٍ !
و يَضْرّبِ بـِ عَصاهِ جَوفِي . . فَـ يَنْفَلِق وَجَعِي ويَغْرّقْ !
يا سَيد العَالمِين بـ حِياتِي . .
وخَاتَم الرّجِال بـِ قَلّبِي . . وإنْي أَشّهَدُ . . أنّ لا شَّريكَ لك بِقلبي . .
ولا نَبِي شُّعور آمَنتُ بِه قَبْلّكَ أو بَعدَكَ سواكَ!
:
هَل تَرّانِي يا ضّوء رُوحِي . . ومُنْتَهى غَايتِي ؟!
هل تُبْصر هَذا القَلّب المُسّبِح بـ اسْمِكَ ؟!
هل تَسْمع تَرّتِيل مَشَّاعِري بـ قَدَاسّتِكَ ؟!
ابْصِرّنِي مِن عَليَائكَ . . فـ إني أسْتَظل بـ عَرّش ابْتِسامَتِكَ
في حَرّ التَعَبْ . .
وإنِي اتْخَذتُ مِن خُطوطِ كَفِكَ بَيتاً . . لـ آوي إليه كُلما
بَاغَتَنِي مُدّعو " النُبوّة " لـ أَبِيت في كُهوفِ أَمانِكَ . .
و لا أَسْتَيقظ إلا على صَوتِ عَينَيكْ زَاجِر إياهم أنْ
" تِيهوا في صَحْرّاءِ غَيكُم ولا تَعُودوا لـ أُنْثاي " !
:
"يا رَجُلّي الأَوحَدْ " . . يا كُلّ اتِجَاهَاتي . .
ويا مَشْرِّقِي ومَغْرّبِي . .يا قِبْلّتِي التي أُيَمِم شّطْر حُبِي لها . .
يَا من أَشّد إليه الرّحَالْ . .
امْنَحْنِي مِن أَشّعَةِ شّوقِكَ مِيعاد لِقاءْ . .
وفَرّج عَن عَبِير الكَلام من تَحْتِ ظِلال صَمْتِكَ .
احْتَاجُكَ مَاء يُطْفيء حَرّائِق الأسْرار . .
و " تَرّنِيمة " حِنما يَعْلو صّوت القَلّق بـِ داخِلي !
:
أَودَعْتُ فِيكَ أَحْلامِي . . وغَايَاتِي . . وشَّهَواتِي . .ونَزَّواتِي . .
و أَودَعتُ فِيك نُبُوتِي . . وصَحَائفِي . .
و أَودَعْتُنِي فِيكَ . . يَامن لا تضِيِعُ ودَائِعُه !

الاثنين، 16 أبريل 2012

أنا والـ " حُبِّ " والـ " آلِهَة "

لا تَمْشِّي إلَهَتِي في طَريقِ الـ حُبِّ مع آلِهَةٍ فَاقِدةٍ لـِ سوطِ العَزِيمَة
 وإرَّادَة الشِّوق الـ مُلّتَهِبْ ،
ولا تَثقُبْ نَبَضَات قَلبي سَفِينة " الخِضر "
 كَذلك الـ حُبِّ المُتَخَلِّق في انْصَافِ الـ آلِهَة الذِي اغْتَال بَرَّاءَة قِمَاطِه . .
فـَ الحُبِّ وأنّا نَعْلم كُلّ العِلّم أنّ بَرّاءَتِنا لنْ تَطِلّ على النْاسِ ذاتِ يوم ٍ مِنْ عَلٍ لـِ تَقُول لَهُمْ
فَظِيعٌ هو المَوت عَطَشاً في الحُبِّ . .
 ولـِ أَننِي آلِهة الحُبِّ فـَ أنا قَادِرة على إرّواءِ العَطَشِّ
  اسْطُورّة أنا . .   قَادِرة على هَزمِ الأَساطِيرّ
 ولـِ أنْنِي عُصْفُورّة أنا . . قَادِرة على الطَيرانِ  دُون أنْ تُسْقِطُنِي بَنادِق الخُرّافِة
 و أَوهَام أنْصَاف الرِّجَالْ.
ولـِ أنْنِي مَاء ونَار . . فـ أنَا قَادِرة على حِمَايةِ  " نَرّسِيسِي "
 دُون أنْ يَمَسّهُ رَّمَاد أو يَذْبَحَهُ غُبَار.
 ولـِ أنْنِي جِدَّار فـ لنْ تَختَرّقْنِي أَصابِع الصِيتّ الحَسّنْ
 أو أَصَّابِع الـ تَدْلِيس أو زّيف الصِّغَار .
  ليَس مِثْلّي مَن يُمّثل دَور الأَرّاجُوزْ . .
 وليس لـِ مِثلِي أنْ يَعد أو يُعد . .
 رُّبَما يَنطَبِق ذلك على الأَوثانِ التي حَولي . .
 ورُّبَما على الوثَنِ الذي حَمَلتهُ بعْض الكَلِماتِ التي خَدّعَتْ رَّجُل
حَسِب أنْهُ الأَصْمَعِيّ فـَ تَفَاجأ بـِ أَنّه عَادِل إمَامْ !!!
أنا لَستُ كَلاماً ولَستُ غَمَامْ . .
 أنا أَيَّم الله كـَ شَّرطِ قُبُولِ العَمَلِ الإِخْلاص والإِتْقَانْ.
 لَستُ كَـ غَيرِي الذي يُحَاول أنْ يُصبِح سَوّياً . . فـَ أصبَح شَّاذاً !
 ويُحَاول أنْ يُصبِح عِمْلاقاً . . فـَ أصبَح قَزَّماً !
لَستُ أُعِانِي رُّوح السَّارِقْ . .
 ولا لَعَنات المَسْرّوقْ . .
 أنا الحُبّ الذي لمْ تَحْمِلهُ غَيمَة انْتِقَامْ . .
 أو تُمْطِرّهُ سَّحَابِة كَلامْ .
أنا . .
 أنا . . آلِهَة واسْطُورّة قَدِيمَة في الحُبِّ
 لمْ يَقْرّأُها إلاّ رَّجُل واحِد فَقَطْ !
 نَشَّرَنِي أَمَامِه كَـ صَلاةِ الهَجيِر ومِن ثَّم صَلاّنِي حتى البَرّزَخْ .
انتم يا مُحِبي الآلِهة . .
 مَاذا فَعلّتُم لـِ آلِهَةٍ مِن حُبّ . . ؟!
لمْ تَفْعَلوا شَّيئاً . . اكْتَفَيتُم بـِ ذَرّفِ الشَّعُور
 ومِن ثَم التَرّحُمِ عَلى الزَّهُورْ !



نَـ ـبَـ ـضَـ ـاتْ





حُبُكَ . . وشَّمٌ غَائِر في صَدْري . .
يَفُوح فِتْنَة كُلما . . فَرّكْتَهُ بـِ مَلح نَبْضِكْ .
وأَتلاشَّى أنا . . خَلف تَفاصِيل وجُودُكَ . .
لـ أُولَد على كَفِّ قَدَرّك . .!



:
:



اطْبع على جَبين رّوحِي قُـبْلَة مِن نُور . .
لـِ يَتَناثَر جَسَدي هَالات مِن ضِياءٍ . . وضَوءْ !
واحْشُّرنِي في مَوكِبٍ مِن يَاسَمِينْ . .
وجُرّه بـ أَطْرافِ السَعادة .
:




 

الأحد، 15 أبريل 2012

نِداءٌ إلى " روحِي "

 
 
 
حَبيبي . . لنْ أَسْألكَ في أيّ زاويَة أضْع وجَعِي . .
ولا بأي صَدْرٍ أَدْفُن دَمْعِي ..
لأنّ نُوركَ يُبْصِر روحِي في عَتْماتِ الحُزن
المُمْتد لـِ أَقَاصِي الحُلمْ . .
ولـ أنّ سَمواتِكَ تُظَلل ألمِي . . وتَحْجُبَ عني
نُجُوم الهمّ في ليلِ المَآقِي !
:
"مَلاكِي الحَارِّس " . .
تُبَاغِتُني خَيباتِي . . و تَتَمرّد على صَبْرّي . .
ويُعَبِثُها الحُزنّ لـ يَرّسِم تَجَاعِيد الألمْ على وجْهِ أفْراحِي !
لا زِلتُ أحْفظ وصَاياكَ لي . .
ولا زالت أنْفَاس كَلِماتُكَ "تَنْفَخ" على حُزْنِي وتُواسِيني . .
وسُلّم حُبِكَ الذي وضّعْتَهُ لي . . لـِ أَرّتَقي إلى سَماءِكَ
كـ " نَبِية " أمَامِي . . لمْ أُزِلِهُ !
لَـكِنَنِي يا "رُوحِي " كَائِن لا يَسْتَطِيع العَيشَّ خَارِج خَلاياكَ !
ولا يُجِيِدُ التَكَيُّفَ إلا في أجْواءكَ . .
ولا يَنْمو إلا في تُرّبَتِ رُوحِكَ الخَصْبة !
فـَ كَيف أسْنُد ضَعْفِي . . وجِدار حُضُوركَ مَهْدُوم ؟!
وكَيف أصْهَر وجَعِي . . ودِفءُ شّمْسِكَ مَحْجُوبْ ؟!
:
آهٌ يا "كُلّ البدايات  . . ويا نِهَاياتي " . .
ما أقْسَى المسَافات حِينما نَكون رَهينين لـ وجْع انْتِظارّها . .
وبَيني وبَينكَ مسَافة من قَدَر !
كـ المسَافِةِ بَين رَصَاصَةٍ و قَتيِلها . .
هي ذَاتَها المسَافِة بين الموت والحَياة . .
بين الحُلم واليَقَظة . .
بين الضَحِكِ والبُكاءْ . .
وبينَ حُضُورِكَ وغِيابُكْ !!
ما أكْبَر المسافَات وأبْشَّعَها حِينما تَتعلق
 بـ قَلّبين . . بـ نَبْضَين . . بـ روحَين . .
بـ عَاشِّقَين . .
بـِنا يا حَبيبي !
:
مَوجُوعَةٌ أنا اليوم جِداً . .
طِفْلَتُكَ خَائِفة مِن هذا العَالم الغَرّيب . .
تَبْكِي بِـ صَمْتٍ . . وتَبْكِيكَ بـ حُرّقة . .
تَعالّ إليّ .. وضُمْنِي "بابا" . .
"دُسَنِي " . . ادْفِني في صَدْركَ . .
"هَدْهِدْ " حُزْنِي . . وابْعثّ روحِي ..
طُلَّ عَليّ مِن نَوافِذي . .
دَعْنِي أرى وجْهِكَ . . و "أتَمَسّح" بِه
لـِ يَتَبَارّكَ حَظي في هذه الحَياة !!
تَعالَّ يا " أَناي " . . فقد تَطَاول عُنُق الغِيابْ ..
افْتَح لي بَوابَات أَمْنَكَ . . بِلا مَدى . . بلا حُدودْ . .
هَبْنِي صَحْراءِكَ . . لـ أَرّتَدْي ثّوب غَجَرِّيتي . .
و أُسْمِعُكَ رَنين خِلخَالي !
حَتى تُمْطِر سَمواتِكَ . . وتُرّاقِص خَصْر حُبْي . .
وتُراقِصُنِي . .
اسْمع صَهيل خَيلي المُسافِرة عَبر تُخومِ الشّوق
يا فَارِّسي . . وامْتَطِيها . . و رَّوضْها هَذه المشَّاعر الجَامِحة!
:
يا "مُعْجِزَتِي " . .
ابْنِي لي صَرّح على عُرّوشِّ المَاءْ . .
و اعْبُر بِي . . لـ أَكْشّف عَن سَاقيَّ اللهَفْة
في صّرحِكَ المُمَرّد . .!
/
آخِر الشهقات وقبلّ انْطِفاءاتِي :
أَحْتَاجُكَ حَبِيبِي جِداً

:
سَلامٌ لـ رُّوحُكَ في وطَنٍ/ بَلدٍ  يَبْعِدُنِي عَنْكَ !




صفاتٌ وراثية أخلاقية غير قابلة للتغيير!!





قبل هَذا الصَباح . . كُنتُ أَظُنّ أنّ البَشر قَابلين للتغَير
وان جِيناتهم الوراثية قابِلة للتحول على حسب المُعطياتِ التي حولهم
وأنّ مَقولتنا الشهيرة ( بو طبيع ما يجوز عن طبعه) ليست صحيحة!!!
لكنني بعد هذا الصباح . . غَيرتُ ظَني . .
وألغيتُ كُلّ الإحتِمالات الواردة في التغير !!
فـ الغني المُتكَبر يظل مُتكَبر مَهما مَرّ عليه أُناس تواضُعهم يَسْبِق كَلامَهم !
و المُتعَجْرّف يَظل مُتعَجْرّف مهما مَرّت عليه المصائِب !
والفَقير المُتسَول يظل مُتسَول حتى لو أغْدق الله عليه مَال قَارونْ !!
:
هكذا هُم البشر . . تَظل صِفاتَهم مُلازِمة لهم حَتى لو حاولوا التخلُص منها . .
تَظهر لهم في مَواقِف حتى يكْتشفوا أنّ اعْتِقادهم الزائِف بأنهم تخلصوا منها
ليس سوى وهم . . وكْذبة عَاشوا فيها وصَدْقُوها !!
أسْتَرّجِع اليوم كلام صَدِيقتي في السكن . . حينما كُنتُ أُراهِنُ على ابن مُديري _(الغني جداً )_
بِأنه يخْتلف عن عائِلته وبأنه مُتواضع . . ولا يهمه مال أبيه !
كَانت تقول يا صديقتي الغني يظل بهذا الغرور مهما حَاول أن يتنصل منه . .
قُلت لها ليس كُلّ الأغنياء هكذا !! أعرف الكثير منهم  تواضِعهم يجْعلك تشعر بالخجل أمامهم!
قَالت من كّان مُنْذ نُعومة أظَافِره هكذا فنعم .. أما من كَبر على الغرور / التكبر
فهذا يستحيل أن يتغير !!
راهنتها كثيرا على خطأ كلامها .. وقلتُ لها سأثْبت لكَ أن هُنالك " شّواذ" عن هذا الإعتقاد . .
لكنني اليوم . . أُعْلنُ انْسِحابي . .
أعْلِن أنّ ظني خَابْ . .
أُعْلِنُ أني كنتُ سَاذجِة حينما حاولت أن أُغير نَواميس الكون بِبرائتي / بسَاطتي !!
أعْلِنُ أنني (على نِياتي ) لحد الغباء المُفْرط!!
وأُعْلِن أني مَوجوعة مِن هَذه الفئة المُتكَبرة المَوبوءة بداء العظمة على (لا شيء لاشيء لاشيء )!!!!
من أعظم المصَائب التي قد يَمُرّ بها الإنسان . . أن يعتقد بأنه شيء . .
وهو صفر حقير .. لا يسمن ولا يغني من جوع. .
ويظن أنّ الكون كُله يدور حَوله . . وهو خَارج نِطاق المجرة أساسا!!
والأعظم أن لا يكون يَعي بأنه نَكْرة . . ويتعامل مع المخلوقات التي حَوله بأقل مما تستحق!!
:
اليوم . . واليوم فقط . . اكْتشفت أن الصفات الوراثية/ الأخلاقية  التي يكْتسبها البشر
من ذويهم / بيئتهم غير قابلة للتغير مهما (انطبقت السماء على الأرض)
إلا . . وإلا (فقط)
إن انْسَلّخ هذا "الآدمي" عن ذاته و صنع له ذات أخرى!!!
/
ألفُ سحقاً !

السبت، 14 أبريل 2012

غَيمْ




خَلّفَ تَنْهِيدت شَّوقِي . . تَتَرّبَص الكَلِّماتْ !

:
:

طِفلةٌ أنا صَادقتُ حَبات الـ مَطَر . .
كُنتُ أَحْلُم أنْ تَنمو "يَاسَمِينة" بَيضَاء ْ
على مَفرّق طُفُولَتي !



:
:

 ليتَ لي غَيمَة . .
لا تَحمِل دمْع الـ حُزنَ على هِدْبِها . .
لَيتَها لو تُمْطِرُني حُلماً . .بِـ طُولِ عُمْرّي.

:
:

حيِنما يُحَدِثُني قَلّبِي عنكَ . .
وكَأنه يَتوضأ مِن طُهرِ الغَيمْ !

ثَرّثَرةٌ على رَصِيفِ الـ لَهْفة

 
 
 
 
 
 
أُحِبُكَ . .
لا زِلتُ اقْرأُها على وَجْهِ حَنِيني . .
و أُرّتِلُها صَلوات دامِعة . . تُنَاجِي طَيفُكَ
حَتى لا أَرّتَكِب فَجِيعةِ المُوت . . لـِ لَحَظَاتِنا المَسّروقَةِ
مِن عُمر الزَمنْ !
:
أُرّتِبُ مَعاطِف الشّوق . . في "دولابِ" الوقَتْ . .
و أتَسّول في أَرّصِفة الـ لَهفةِ . . لـِ أُحَاصِر
وُجُودُكَ في عُمْقِي . . وأَخْرُج فِيما بَعد حَافية الصَبْر!!
:
هَارّبَةٌ أنا مِني لـِ صَدْرّكَ . .
أُغْلِق مفَاتِيح الـ نِسْيان في سُجُون الرّغْبة . .
لـ أَطْلّق سراحِها . . أسْرّاب . . بَعد أنْ
تَثُّور حَواسِي . . وتَحْتَشِّد رائِحتَكَ في صَدْري !
:
وأَمُوجُ في فَضاءاتِكَ . . وأنا عَارّيَة مِن كُل شيءٍ
إلاكْ !
لـ أَرّسُمَ " قُبْلة " دائِرية على شِّفاه قَلّبكَ . .
و تَرّتَعِشّ أَنَاي . . العَالِقة بِكْ !!
لازِلتُ يا حَبيبي . . أُطَاردُ لَحن صَوتُكَ
لـ اَقْطِف مِن اهْتِزازاتِه . . زَهْرة . .
أصْنَع مِن بَتَلاتِها جِناحا . . يَأْخُذُنِي لـ مَواسِمُكَ
النائِمة في دَمْي !
:
اسْتَحْضِرُّكَ الآن في طُقوس الإنْتِشَّاء . .
واقْرأ . . وصاياكَ في عَينيكْ . .
وأنا أحْتَرّق رغْبَة . . لـ حُضْنٍ يَنْتَشل غُرّبَتِي . .
فـ أَذُوب تَحت شُّمُوع ذِكْرّيَاتِكْ !
و أُعَلّقُ ما تَبَقى مِني على حَبْل دُعَائِكْ !
لـ تَنتَشِّلّنِي مَلاقِط حَنانِكَ . . من حَافَة الهَاوية !!
:
أَنا يا "عُمْري " . . بَاقِية على النُذُورِ التي تَلوتُها
لكَ . . نَذْرَتُ "نَفْسِي" هِبَة لكَ . .
ولازِلتُ أَحِيكُ قَمِيصَ وفَائي . . على مَقاس حُبْي لكْ . .
و أَكْوي بـ أَكْمَامِه " عُيون" الحَاسِدينْ !
و بين أَزْرّارِه مسَافة جَسدَينا . . لـ تَفُكْها أنَامِل الحُبّ
ذاتِ لِقاء مَجْنُون !
:
"أُنْثَاكَ " يا سيد السّمَوات . .
"تَدُسُ " تَحْتَ وسائِد الفَجْر ضَحكَاتِكَ "المهْبُولة "
لـ تُمَارِّس مَعها فُصول "الشّبَقْ " . .
وتَمُد ذِرّاعيها لـِ يُسَافِر ضَوئِكَ فِيها / مِنْها . .
فـَ يَطْفو حُضُوركَ . . ويُشّعِل احْتِرّاقَاتِيَ التي ما انْطَفَئَتْ !
و تَسْتَعمِر مَداخِلَ رّوحِي . . وتَهْمُس بـِ تَمْتَماتِ تَعْويِذَتُكَ
على جَسَدي . . فـ أرّحَل مِني إليكَ . .
تَارِّكَةٌ خَلفِي عَرّش اخْتِناقَاتِي يَرّتَجِفْ !
:
" خُلودَ قَلّبْي ومُسْتَقر رُوحِي " . .
مَشّاعِر الشّوق لكَ . . لا تُبْقِي ولا تَذر !
ومُفْردات حَنِيني تَهوى المَسير خَارج حُدود
اليَقظَة !
وتُحَاول أن تَطِير إليك . . بـِرّغَم أجْنحَتي التي
بَلّلها الغِياب!
أنتَ يا "رّب هذا القلّب " . .
وُجُودُكَ مَعي . . جَدَلّ أُنُوثَتِي بـِ سَنَابِلِ الجَمالْ !
/
( لي كُلّ حُبورِ الكَون بِكَ . . ولا / لن يَكْفِني ).


الأربعاء، 4 أبريل 2012

أسْطُورةٌ . . واعْتِرّافاتْ !




إلى أُسْطُورةٍ كَانت تَسْكُنُنِي مُنذ بَدء التَاريخ . .
ولمْ يَكُن لها تَاريخ مِيلاد إلا بَعدَ أن التَقَيتُكَ
في زَمنِ تَحْكُمهُ آلهةِ الحُب . .
تَمْتَطَي ظَهر "الحُدود" لـِ تَعْبُر بِي إليكَ
دونَ أنْ تَتوقف على تضَارِيس "الـ مُمُكِن والـلا مَمْكِنْ "
عَابِرة بِي كُلّ أسْوار الـ جُنونْ . .
لـِ لحْظةِ امْتِزاجٍ بِكْ . .
في جَسدٍ واحِدٍ مُتوحِد . . بِـ رّغْم اختِلافِ طِين الأشّياء
مِن حَولنا !!
  :
:


كُنتُ قَبلكَ . . مَدِينة لمْ تُكْتَشّف مَعالِمُها . .ولمْ يُنّقَبْ عن آثّارها العِظيمة !
وجِئتَ أنتَ . . لِـ تَنْقُشَّ على جِدْران قَلّبي . .بِـ عَينَيكَ المَمْلُؤتين عِشّقٍ
 نُقوشّ أَدق رَّسْما مِن تِلكَ النُقوشّ الفِرّعَونية !
وتَفْضَح ضِعْف أسْواري أَمام جُنود حُبِكَ  . . لِـ تَنْهار أَمام أولّ
خَطْوة مِن حَرّفِك اتْجَاهِي !!
يا سَيدَّ الـ حَضَارات مُنذ الأزلّ . .
كَيف لـ أُنْثى بـِ حَجْمِي أن تَجْتَاح تَارّيخكَ المُقَدْس . .
وأنتَ أنتْ !
كَيف لي أنْ أَجْمع بَقايا ارّتِبَاكاتِي في حَضرةِ الشَّوقِ . .
وأنتَ الوحِيد القَادر على دَمْجِ أشلاءِ مشَّاعري !
كَيف تَسْتَطيع أنْ تُحَرّكَ الأَرّض تَحتَ قَدمِي
بـ "سَبْابَة" ولهَكَ . . لـ أَدور فـَ أَسْقُط في عُمْقِ
رّوحِكَ . . و أَكُون أُنْثى الحَرائِق التي تُشّعِل فَتِيل جُنونُكْ !
:
سـَ أَعْتَرّف . .
أَنّ أَوصَال دَهْشّتِي تَرّتَعِش . . كُلما مَرّ اسْمُكَ على ذَاكِرّتِي !
وأنّ حُرّوفِي تَتَنهد كُلما وَلدَتَك في قَوامِيسي أَبْجَدية نَابِضة بـ الحياة !
وأَعْتَرّف أنكَ الآن . . تُداعِب طُفُولَتي التي هُشِّمَت في زَاويةٍ خَفِية
مِن مَاضٍ مَرّيضْ !!
وأنكَ أيقَظْتَ يَقِيني بِكَ . . لـِ أصْحو على صَوتِ حَقِيقَتَكَ في عَالمي !
:
سَـ أَغْتَسِّلُ بـِ حُضُورِكَ . . لـِ تَزْداد أُلوهِيتيّ فِيكَ . .
و لـِ يَنْصَهر حُلمي بِكَ . . في أَعْماقِ نُبُوتِكْ !!
مُؤْمِنَةٌ أنا بِكَ . .
حَد التَوحُد معكَ / فِيكَ / بِكَ . .
وأَنْهُ لا مُنْتهى لـِ حُدُودِكَ فيّ !
تَنْسَاب فِي رّوحِي المُؤمِنة بِكَ . . كَـ جَدْول
تَخْتَزل مَاؤَهُ في قِنِينة عُمْقِي . .
لـِ تَرّوي عُرّوقِي . . وبَسَاتِين حُبي . . بِكْ !
:
يـا لـِ قَداسَتِكَ في لُغَتِي . .!
تَنتَصِبُ في سُطُوري . . حَرّفاً مُبِينا تَخُر لَه المَعانِي سَاجِدة !
وفِتْنَة لا أَدْري كَيف أُواجِهُ سَطْوة بَرّيقها في مَعاجِمي !!!
حُبُكَ . . يَنْزِفُني حَرّفاً حَرّفا فِي دَفاتِرّي . .
و يُعَرّي رَمْزِيةِ الكَلمات . . لتَكونَ أنتَ واضِحا لا تَقْبل تفسيرا
أو اسْتِعارة تَدُل عَليك!
وأيُ شيء قَد يُشّبِهُكْ !!
:



أنتَ ياأُسْطُورّتِي . . وحَقِيقتي . .
و بَرّزَخي . . وفِرّدَوسي
ويا كُلّ مُتَنَاقِضَاتِي . .
اعْتِق الحُب . . مِن سُجُونِ الـ مَسَافاتِ . .
فـَ هَذا الشّوق . . فَجرّ أعْتِرّافَاتِي مِن خَاصِرةِ "البُوحْ " !!








الأحد، 1 أبريل 2012

........






اليوم . . سـَألتَقِي به . . مَاذا لو رآكَ في عُيونِي 
وسَمِع صَوتَكَ في قَلبي؟!
مَاذا لو سَألني عَنكَ ؟
عَن ذاكَ الرّجُل الذي يَسْتَحِم في أَعْمَاقي ؟!
أيُ جَوابِ سَـ يَحضُرنِي حِينها وأنا مُرّتَبِكة بِكْ؟!
كَيف أَكْتُم أَنْفَاسُكَ في رّوحِي . . و أَطْمِس بَقايا قُبُلاتِكَ في كِلامي!!
بِـ مَاذا سَأُجِبه إن قَال لي:
" أَشُّمّ رائِحة رَجُل عَالقة بِـ ثِّيابِ قَلّبكْ!! "
هل سَأُجِيبه بـِ أَنه رَجُلّ مَر عَبر مَمَرّاتِ حَياتِي . .
ولِصِقت رائِحَته بي؟!
هل سَأقُول لهُ بـ أنَكَ كُنتَ ذاكِرة لا تَخُصُنِي ؟!
أيُ كِذبةٍ تَليق بـِ حَجِْمِكَ عِندي؟
بِماذا أُداري وشَّمكَ الذي نَقَشّتَه على جَسدِ حُبي
ذاتِ لَيلة مَجْنُونه!!
/
أَخْشى مُبَاغتَة رّيَاح شَّوقِي لكَ . .
وتَفْضحَكَ أَمَامه . . وتُعَرّيني مِن " تَصَنُعي" أنكَ ما عُدْتَ تَعنيني !
وأخَشّى أن أَبْحثَ عنكَ في ابْتِسامَته . .
في  تَقاسيِم وجْه !!
وكم أَخْشّى أنْ يَقْرأكَ في صَمْتِي!!
:
أي لَعنة أنتَ ؟؟
تُطارِدُني أَينما يَممتُ شّطر قلبي وذاكِرتي!!
مِمْسُوسة بِكْ . .
مُتَعَلّقة بـ حِبال حَماقَاتِكَ التي ارّتَكَبْتها مَعي
وأنا لمْ أَكُن سوى طِفْلة تُشَّكل مَعالِمها بـ بِنان حَنوك!!
كَبُرتُ في جَوفِكَ . . ونَبَتت لي أجْنحة من عِشّق وأنا
لا أزال في مَهدِ بِدَاياتِي. .
سَقيتنِي لَبن الحُب حتى صِرّت أَبْحث عَن 
أُمُومِة رّوحِكَ في كُل لحظَاتِي الخَالية مِنكْ !!
"بابا" . . عَلمتني نُطْقها وأنتَ تُدْرّكَ أنكَ بِها 
تَرّبُطِني بِكَ بـِ مِيثاق الـولاء الخَفي في دواخِلي
وأي "بابا" قد يشَّبِهُكَ يا رَجُل الدَهشَّة!!
وأي "بابا" قَد يَحْتَمِل طَيشي وجُنونِي . .؟!
وأي "بابا" يَقوى على تَرّويض مُراهِقة في الحب كـ أنتَ!!
:
ما أقسى الحَكايا التي تُرّجِعُني إليكْ . .
وما أصْعب الذِكرى حينما تَـكَـَوِنُكَ أنت في مِرّآة ذاكِرّتي!
:
سـَ ألتَقي به . . ولن يَكون أنتَ !!

لن يكونْ 

لن يكونْ . .


ولن أكون أنا أبدا!!




[حب وكبرياء 9دقائق!!]







لا أدري ما أُصنِفُها . . قصة ؟ شبه قصة ؟ شبيهة الرواياتْ ؟
فضْفَضة؟؟
حقا لا أدري. . كَتبتها في 2010 أظن أني لَحْظَتها كُنْتُ مُكْتضَة بـ المشَّاعر المُخْتَلِطة .
/


وقفت والصمت يرتديها كعباءتها السوداء التي تضم جسدها الضئيل_ذاك الجسد الذي شهد عوامل التعرية من خوف وحزن و وحدة تجلدها كل لحظة;حتى ترسبت في دواخلها كل أنواع المعاناة!_
لا شيئ أمامها سوى بحر إعتاد أن يبلع دمعاتها السابحة فيه.وتحت أقدامها رمل يلثم آهاتها المتسربة إليه من أنفاسها!
قالت في خشوع:
" متى سأتنفس"?!
ثم واصلت صمتها الذي أثقل الكون من حولها.. هي كانت تتمنى أن تتنفس دون أن تخنقها أصابع الألم! دون أن تتحشرج أنفاسها الموجوعة في صدرها قبل أن تزفرها لمثواها الأخير!
لم تكن تجيد التنفس بعيدا عن آهاتها التي تجلدها في اللحظة ألف مرة!
تقدمت نحو البحر قليلا حتى لثمت قطراته أصابع قدميها الصغيرة..شعرت بدغدغتها على حواف أطرافها وببقايا الماء التي تشبثت عليها..
ابتسمت بتثاقل..ثم تراجعت قليلا واتجهت يمينا تمشي ببطء وكأنها تمشي على أطراف أقدامها خشية من أن توقظ المواجع التي تستعمر قلبها!_فأيضا للوجع حرمته التي يجب أن نراعيها !_
كانت تمشي و نظراتها ترسم مسار خطواتها أمامها..لم تكن تفكر في شيئ..كان عقلها خاو من كل شيئ إلا بعض الأفكار العبثية التي ماتلبث إلا أن تنتحر!
 
كانت تحدث نفسها سرا,عنها!
تبثها حديثا خاصا بهدوء وخشوع خشية أن يسترق الوجود من حولها السمع فيفضح أسرارهما!
قالت لنفسها:
" متى كانت آخر مرة ترددت فيها على حانات الفرح?!"
أجابت نفسها:
"أيه! مضى عمر طويل يارفيقة."
ردت:
"هل نحتاج لتصاريح مختومة من القدر كي نبتسم?"
نفسها:
"بل نحتاج فأسا لنكسر أقفال الصناديق التي أختبأت فيها السعادة".
قالت وآهة طويلة تشق
طريقها في الخروج من جوفها المحترق:
" عاجزة أنا عن فهم هذه المعمعة التي زججت بنفسي فيها"!
ثم ساد صمت طويل..ولم يعد الحديث قادر على أن ينمو بينهما فآثر أن ينسحب تاركا خلفه أسئلة مشوهة لا تحوي مكان لإجابة قد تسد رمق الحيرة الجائعة!
تابعت قدماها السير..دون أن تتبع مسارا واضحا..فقط كانت تمشي وتحمل ذاك الجسد المنهك,وروح قد قدها الضياع إلى نصفين_نصف يبحث عن وطن ونصف يغرق أكثر ف فوضى المشاعر_!
ظلت هكذا تمشي دون توقف حتى استوقفها جسد آخر يحمل هوية(رجل).
 
كان هو الآخر يغوص بعينيه في أعماق البحر يفتش عن أمل يبقيه صامدا على وجه هذه البسيطة!
لم ينتبه لتلك الأنثى التي كانت تبعدها عنه بضع خطوات يتيمة!
كان يحاول أن يلجم فاه الصرخات التي تثور بداخله..والتي أعلنت عن رغبتها في رؤية العالم!
كان وجهه شديد الحمرة,ربما بسبب غليان كبرياؤه_فهو كرجل شريق لايليق به أن يعري دموعه ليراها الناس من حوله,ولا ينبغي له أن يفجر غضبه بصرخة تحطم قيود الألم التي تكبل أعماقه!_
تصبب عرقه..كحبات ندى على بتلات وردة,لم يكن يقوى على شيئ إلا فقط:
" يا الله!!"
بصوت مخنوق ضعيف..جره من أحباله الصوتية الباكية.
ثم أطرق رأسه وكأنه يقرأ شيئ ما, كتب على ظهر البحر!
حتى اصطدمت أنفاسه برائحة عطر,اخترقت رئتيه فباتتا وطنا له!
حرك ذاك العطر حنينه المدفون منذ أمد بعيد, بدأ يشعر بالإضطراب..والتوتر بدأ بمراقصة أعصابه!
حاول أن يلتفت لمنبع العطر ولكن هنالك ما يمنعه.
وحين اكتشف عجزه لفعل ذلك أغلق عينيه بقوة,وتنفس بعمق..وأخذ يستنشق العطر بصورة أعمق!
 
 
كان كمن يحلق في فضاء واسع وتحيطه ملائكة الجمال من كل صوب!
بدأ يشعر بأريحية ودفء يسري في أوردته بمنتهى الرقة!
شعر بالحنين إلى ماضيه الطاهر..الذي ودعه مذ كفن حلمه الرضيع بين يدي أقداره.
أحس بأن هنالك صلة/قرابة وطيدة تجمعه بهذا العطر!
بقى على حاله ذاك زمنا ليس بقليل,
هو لم يكن يدرك أنه كان يتنفس الأنثى وليس عطرها!
_مرت بوقار القوارير في حضرته..كانت تتوكأ الحياء حتى تجتاز منطقته الملغومة بعبق الذكورة!
كانت تحس بأنها تجر قدميها بصعوبة من على بساط الأرض,وكأن هنالك جاذبية فائقة تستجديها للبقاء مكانها!
حاولت أن تتجاهل تلك النداءات المنبعثة من روحها والتي تحثها للتوجه إليه!
ولكن شيئ خفي كان يسحبها عنوة لتتسمر بالقرب منه عوضا عن المسير من خلفه دون أن تلفت انتباهه!
بدأت قشعريرة غامضة تدب في أعماقها,لم تكن قادرة على تفسير ذاك الاضطراب الواضح على جبين قلبها الصغير!
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بتمهل_كمن يسحب نفسا من سيجارته الحميمة و يتفنن في رسم الدخان المنبعث منها!_
توقفت قليلا علها تعيد ترتيب ذاتها من بعد ما بعثرتها فوضى مشاعرها المتداخلة.
قالت بحزم لنفسها:
" هو ليس أكثر من جسر ذكوري سأعبره بكعب أنوثتي العالي!"
/
- ترى هل كل الجسور نستطيع أن نعبرها دون أن نتعثر بتفاصيلها الشاهقة!!_
 
وحين حاولت العبور فوق ذاك الجسر_الوهمي الذي اصطنعته كي تداري خيبتها في الصمود_ سقطت من علو لترتطم بذاكرتها وتتبعثر كل التفاصيل أمامها..دون أن تتيح لها فرصة عقيمة كي تلملم أشلاء مفاجأتها المتناثرة من هول صدمتها!!
_بقي هو متسمر في مكانه لايقوى على الحراك! كقطعة جليد متجمدة من شدة البرد!
حاول أن يسحب حرف واحد من لسانه,ولكن كل أبجديته قد شلت! إعاقة حروفه خذلته من أن ينبس أو حتى يهمس بأشباه الحروف!
/
_أكل المفاجأت تكون قنبلة موقوتة تنفجر في وجوه اللحظات ما أن يلمسها عقرب الوقت!! أم أننا من أعددنا ذواتنا لصاعقة الأقدار الغير محسوبة بمعطف شتوي لا يليق في حضرة المواعيد المباغتة شديدة الحرارة!
أحيانا,حتى القدر يعد لنا رحلة عودة إلى وطن قد هجرناه وحذفناه من قائمة أوطاننا المصفوفة,ليعيدنا إليه بتذكرة من الدرجة الأولى في صفوف المفاجأت!
هل هذه رحمة الأقدار بنا,كي ترجعنا بمظهر لائق يتناسب مع ذهول الموقف?!
أم أننا قد اعتدنا أن نرتب ذكرياتنا بأناقة تجعلها فاتنة جدا لحظة اصطدامها بالواقع!_
 
_دون أن تشعر بدمعاتها المنسكبة على خديها,ودون وعي منها كانت تردد بصوت متقطع مذهول( ق ا س م!)

كانت أفواه أحاسيسها فاغرة وكأنها تنتظر من يلقمها بعض قوت!

لم تتمالك نفسها..ولم تعد قدماها قادرة على الصمود أكثر, فقد أثقلها جسد الصدفة وخر قواها,فانهالت على الأرض تشد بأصابعها ما صادفها من رمل الشاطئ,وكأنها تحتضنه وتشد على ثيابه بقوة كي يمنحها أمانا تحتاجه لتهدأ روحها!

أما هو..فقد استجمع قوته أخيرا والتفت إليها بعد مضي عمرا من الثواني, وقف يتأملها وهو يتمتم:"لازالت بذات الضعف الذي عرفته فيها"!

كان أشد ذهولا من العالم حوله,حاول أن يسترجع أحاسيسه التي تطايرت من قلبه محلقة نحوها بسرعة البرق!

كلمح البصر وجد جسده قبالة جسدها,ويداه تحتضن كفوفها الصغيرة المملؤة بالرمل!

أنفاسهما تتعانقان بتعب شديد,ودموعهما تلتقي خلسة في أحضان الأرض التي يتكأن عليها!

حتى نظراتهما كانت تجتمع في ذات البقعة!

بدا كل شيئ حولهم في عناق!

وكأن الكون من حولهم أسدل لحاف أمنه على مخلوقاته فباتت تحن لعناق طويل!


كانت تخشى أن ترفع نظرها إلى عينيه خوفا من أن تكون تحلم..وأن ما أمامها مجرد ظل لطيف ذكرى لا أكثر!
  
ظلت تتنفسه عن قرب..هي تحفظ أنفاسه عن ظهر حب.
ما أكد لها أنها في واقع صادق ذبذبات صوته التي أحدثت طنينا حنينيا في أذنها!
بدأت تشعر أن همسه يتردد بانتظام على مسامعها بنفس الوتيرة:
(طفلتي)..
كانت هذه الكلمة التي لم تبارح ذاكرتها منذ آخر موعد لهما!
تنهدت بقوة..وأنامله ترسم تقاسيم وجهها-كأنه يرسم وجهها كيفما يحبه هو-
طبع قبلة على جبينها الأبيض.. وسبابته اليمنى تمر بخجل على أنفها الطويل..
ابتسمت بهدوء..ثم أشرق ظلام أجفانها بشمس وجه..
_بعد أن كانت مغمضة العينين_
جلست تتأمله..تقرأ ما فاتها من عمره في كتاب عيونه..
تتأمل تجاعيد الحنين التي ارتسمت على ملامحه..
هو لا يزال بذاك الجمال البهي مذ عرفته..و هيبة حضوره لا تزال شامخة لم تنكسر أبدا برغم ما كابده من عناء!
قطع تأملها صوته الحاني:
" كيف جئت إلي من بعد سنوات عشر!?"
ابتسمت و هي تزفر تنهدات صدرها بصوت مسموع:
" ذات القدر الذي أخذني منك; أرجعني إليك"
 
 
 
هو بحنان أكثر:
_" هل أزعجك أحد في غيابي?"
_"نعم"..قالتها والحزن يتلألأ في عينيها.
_" فدتك روحي يا أنا, دليني عليه لأقتص لك منه"
أجابت:
"هاك,إنه بين ضلوعي.. قلبي, فلتقتص لي منه على وفاؤه لك"
- سكت ولم يعقب..
وكأنه كان ينتظر منها ذلك حتى يطمئن أن عرشه لايزال في مملكتها!
إحتضن وجهها بين يديه.. و اقترب أكثر منها..حتى ألصق جبينه بجبينها..وجلس يتنفسها طويلا..دون أن ينطقا بحرف واحد!
كانا كمن يجدد الحياة بداخلهما..ويعيدا ترتيب أثات الأشياء التي تبعثرت في أعماقهم بعد هذا الغياب الطويل!
أزاح جبينه عنها..ثم جلس ينفخ بأنفاسه الحارة على كل وجهها..ربما أراد أن يبعثها من جديد!
مسكت بيده بقوة..وركزت نظرها على صدره..هي كانت تبعث له إشارة وحده يفهمها دوما! وبالفعل مباشرة اجتذبها لصدره..وضمها إليه بقوته وحنانه..تلك إشارة كان يفهم منها أنها تحتاج لتنيخ ركاب أوجاعها بين يديه..!
كانت تبكي بل وتشهق من فرط البكاء الذي اجتاحها..وتشد على ملابسه بكل قوتها الضعيفة! ضمها أكثر..
 
واقترب من رأسها حتى شم رائحة شعرها الحريري المتناثر على ظهرها..مرر أصابعه بداخله..كان يفتش عن بقايا وجوده في خصلاته!

أحست بذقنه على جبينها فهدأت وتنهدت بأريحية.

لم يتكلم..فقط كان يحتضنها ويمسح على شعرها..ويداعب بعض وجهها بذقنه وأنفه..كي تشعر بالأمان.

أزاحت جسدها عنه..وضعت أناملها الصغيرة على عينيها وكأنها تخفي صورته عنها..ثم أبعدتهما فابتسمت..هي كانت تريد أن تطمئن نفسها أنه هو..وليس طيفه الذي تعود أن يباغتها!

دون أن تشعر بذاكرتها..وجدتها تمشط ماضيها لتبحث عنه بين أزقتها!

تذكرت ذاك اليوم الذي غضب عليها جدا لأنها خرجت مسرعة من صف محاضرتها دون أن تنتبه لذاك الشاب الذي يمشي بنفس اتجهاها حتى ارتطمت به! كان قاسم ينتظرها بآخر الممر..ولكن فجأة وجدته متسمرا بجانبها يرفعها عن الأرض والغيرة تأكل أطرافه من جسد الشاب الذي لامس سهوا جسدها! كان ممسكا يدها بقوة ويمشي بجانبها ملاصقا لها وحين طلبت منه أن يبتعد قليلا كي لا يلفت الأنظار قال بغضب:

( أظن بأنك تحتاجين لمن يكون جدارك كي يمنع عنك الاصطدامات العمياء!)

قالت بعتاب:

" لم أنتبه! هل افتعلت جرما!"
 
 
 
 
 
توقف أمامها فجأة وقال وهو يأكل شفته السفلى بأسنانه لشدة غيرته/غضبه:

"أنت ملك لي أنا فقط,ومحرم عليك أي جسد آخر حتى وإن كان وليد السهو"

ضغط بقوة على يدها واقترب منها:

" مزقيني إربا,ولكن لا تدعي نسمة هواء ذكورية تلمسك"

ابتسمت والغرور يتلبسها من هذا الحب العنيف:

"أنا أنثاك أنت فقط حبيبي"

كاد أن يحتضنها لولا أنه انتبه لنداء صديقة محمد من خلفه!

/

هي الذاكرة من تعيدنا إلى أزمنة الحب بعد أن أصبحت أراضينا جدباء منه!

هي الذكريات من تكون قربان لهم أمام قلوبنا كي نغفر لهم غيابهم ونجدد صكوك الولاء لهم!

نحن وذاكرتنا لا نخون!

/

هو أيضا رجع للوراء يتذكر شيئا منها..حينما كانت تنتظره في تلك البقعة التي كانت الشاهد الوحيد على حبهم وجنونهم..

وصلت لموعدهما ولكنها تفاجأت بأنه غير موجود..قالت ربما زحمة السير من أخرته.

مر الوقت سريعا..وشموع الشوق بدأت تنطفئ واحدة بعد أخرى وهو لم يأت بعد!

اتصلت به ولكن لم يجيب!

مرت ساعة ولا أثر له! غضبت كثيرا..اتهمته بـ الـلامبالاة..وأنها لاتعني له شيئ!

ولت عائدة تتعثر بدموعها!
 
 أما هو فقد أراد أن يبتاع لها وردة بيضاء..فاضطر أن ينتظر طابورا طويلا حتى يزوده البائع العجوز بمطلبه..ولعجلته نسي هاتفة بالسيارة حتى فرغ شحنه فانطفأ تماما كما انطفأت هي!
وحين انتبه لعقرب الوقت..فر سريعا لها على سرعة جنونية ولكن..قد فات الأوان!

حاول الاتصال بها ولكن كالمعتاد تغلق كل شيئ عقابا له..حتى يضطر أن يستعين بأختة كجسر يوصله إلى ضفتها!

وحينها يبدأ بتلاوة طقوسه و تجديد وعوده وممارسة أساليبه المتنوعة كي تقبل اعتذاره!

/

ابتسم لهذه الذكرى.. ورفع رأسه للسماء ثم أرجعه حيث تقف هي أمامه..وقال:

" لقد استجاب الله دعوتي,

سألته أن لا ينتزع روحي قبل أن يكرمني برؤيتك"

"أحمدك يارب القلوب على رحمتك الواسعة بي".

" قاسم ما الذي حدث ذاك اليوم ?"

سألته وقد أدارت ظهرها له.

وقف بجانبها و أطرق برأسه..ثم قال بصوت تكاد تسمعه:

"لقد خذلتيني يا سارة!"

لم ينهي حديثه بعد حتى قالت بدهشة:

" الخذلان أنت من أسقيتني إياه يا قاسم ولست أنا"!

_سارة انتظرتك طويلا ولم تأتي!

_بل انتظرتك أكثر مما تعتقد وأنت من خنت موعدنا!

_كنت هناك عند الساعة 9:54 يا سارة!

_وأنا كنت هناك في الساعة 9:45

" فغرا فاههما بدهشة, وتوقفا عن الحديث..فقد كانت الأرقام في صراع!
 
 
/
كانا يحبا بعضهما كثيرا..ولكن الأهل لم يباركوا حبهما حتى ضيقوا عليهما..فقررا أن يتزوجا رغم أنف الجميع..أتفق معها أن يلتقيها في اليوم التالي عند المحكمة في الساعة 9:54صباحا كي يعقدا قرانهما,ولكن القدر عكس الأرقام في عقلها فظنتها 9:45!
كانا اتفقهما أن يكونا عند الموعد تماما وإن تأخر أحدهما دقيقة واحدة يعني أنه قد تراجع وانسحب!
وحين ذهبت هي للموعد ولم تجده ظنت أنه قد تراجع..فلم يسمح لها كبرياؤها بالانتظار!
كما أن صعوبة القرار والضغط الذي تسبب به..
جعلها تتخبط في عشوائية..وتسلم نفسها للظنون..
والتشكيك بمصداقيته..
لذا لم تعد له عذرا واحدا..في عدم مجيئة..وكأنها كانت
تنتظر تأخره كي تتراجع هي بعذر وهمي!!
عادت دون أن تلتفت للوراء لذاك الحب القابع خلفها والذي يتوسلها أن تبقى ل 9 دقائق فقط! لكن توقيت الأقدار لا تراجع فيه.
أتى هو للموعد وأصابته فاجعة الصدمة بحرارة كبرياء..وظن كهي تماما..وأخذ يتمتم في سره:لقد آثرت أن تقتل حبنا وتنسحب!
العجيب أنه لم يشم رائحة وجودها بين زوايا المكان!
لم تفشي الأشجار/الشارع/الطيور..سر وجودها قبل 9 دقائق!
فاستقل هو قطار الرحيل دون تذكرة رجوع!!
/
فحين نرتدي نظارة سوداء لتحجب عنا شمس مشاعرنا.. لا نعد نرى إلا ظلال وهمية من غرور كرامتنا..فنرتدي الكبرياء في لحظة خذلان..لنسحق حينها كل سنوات عشناها بذاك الحب..ونحولها إلى كومة سراب!
ننسى كل شيئ..ونتخذ أسوأ قرار..حتى نكتشف متأخرا أننا خذلنا أنفسنا قبل كل شيئ!
 
 
ومنذ ذالك الوقت..لم يجتمعا..حتى ساقهم القدر بعد 10سنوات لموعد (الصدفة) لذاك البحر العجوز!
يجران أذيال خيباتهم طوال سنوات غيابهم عن بعض..
ويحملان صورة لحبهما الذي ما فارق قلبيهما أبدا..
هو لم يتزوج بعدها..وسافر للخارج وكاد أن يستقر في الغربة..
لولا حنينه لـ الوطن..وطن الروح/القلب/وكل ما يمت له بصلة..
وهي دخلت مشروع خـِطبة لفترة قصيرة..ولكنه بـآء بالفشل كسابقيه..
لأنها كانت تبحث عنه في هيئات الرجال اللذين يطرقون بابها..
وبالطبع حينما تجدهم مشوهي الملامح عنه..تقرر بانهاء ما يربطها بهم..
وظلت هكذا..تتسلى بذكرياته..وبقايا من أشياؤه..لتكون لها..كـ زوج
في لحظة حنين و وحدة!!
فمن الصعب أن نحذف مشروع حب عاقرنا
كؤوسه حد الثمالة..وإن سار بنا العمر!
/
/
ومن يدري أي قدر آخر قد أعد لهم بوابة دخول لعالم آخر ربما لن تسعفهم الأرقام هذه المرة في الخروج منه!
/
هي لعبة الأرقام من يتحكم بسعادتنا..ربما نفشل وربما ننجح فيها,فقط اختر الرقم الذي يتناسب مع مقاس قلبك!!
/
/
انتهى.