الأحد، 22 مايو 2011

كُلما سّوّلت لي نَفْسي
بـ نسيَانك . .
تنمو ذاكرَتك من جُذورها !

/

 وتخذلني الأماكن كلها
فأعود بذاكرتي إليك!
كلما وقعت عيني
على اللافتة التي كتب
عليها إسم بلدتي
يرتجف الحنين بداخلي لك
وأسأل شوارعها
هل مر طيفه من هنا!؟
هل لامست أصابع روحه
طرقات سماءك!؟
وأنتحب في أعماقي
وأتمنى لو أقف جانبا
وأنزل من سيارتي
لأقبل الشارع الذي ضمك
حين عبرته بكبرياؤك القاسي!
/
لازلت أمارس طقوسك
في غيابك
عل رادار قلبك يلتقطني
حين أمر على ذاكرتك بسرعة فائقة!


/


 

الأحد، 8 مايو 2011

[ مــوتٌ علـى أطرافِ حُ ـلم . . ] // قصة

 
 
 
 
قفز من سريره يتخطى ثواني الساعة,

ليجيب هاتفه الذي كان يصرخ دون توقف!

الساعة الـ 3 بعد منتصف الليل,أي خبر يحمله هذا الهاتف الجامد!؟

:


محمد?!

قالها بخوف وهو يلهث إثر قلقه وهرولته ليرد على الإتصال.

لم يسمع صوت صديقه محمد على الجانب الآخر,,

كرر ندائه وكأنه يستجدي محمد أن ينبس بحرف واحد يهديء من روعته

لكن هذه المره أتاه صوت أنين..وكأن دموع محمد تتأوه بعمق!

ثم علا نحيب محمد

وقال بصوت متقطع ممزوج ببكاء حارق: م ا ت !

شعر فيصل وكأن قلبه توقف..والوقت والكون كله أيضا..

تتردد الكلمة في ذهنه وترتطم بجدران عقله محدثة إرتجاجات قوية!

قال بصوت يجره الألم بتثاقل:

_ مات?! من اختار الموت هذه الليلة كي يغادرنا بلا تذكرة رجوع؟

_ خالد يافيصل.. خالد غادرنا بلا عناء!

تلعثمت الحروف في لسان فيصل,

وتمزقت مشاعره وتصدعت أركان روحه بل لربما غادرته!
/

لحظة واحدة تفصلنا عن أقرب القلوب لنا..
فارق زمني بسيط بين أن يعبروا جسر الحياة ليتلقاهم الموت على الضفة الأخرى,
ليبتلعهم ويحنطهم دون أن يمنحنا فرصة أخيرة لعناقهم!
:
تفجرت كل الذكريات من مخبأها في أعماق فيصل,
وفتحت الذاكرة كل سراديبها
لتطلق سراح التفاصيل التي رسمتهاالأيام فيما مضى مع خالد!
كان فيصل يشعر بأنه بين ظلمتين..ظلمة المقبرة وظلمة حزنه.
يمر نظره بخشوع على المقابر المتراصة..
التي بدت له وكأنها تؤنس موتاها بهذا التقارب!
تسرب إلى أعماقه هاجس موجع,
بأن القبر الذي حفره خالد في ذاكرة فيصل أعمق من القبر الذي سيدفن فيه جسد خالد.
هل كان خالد يعلم بأنه سيدفن ذكرياته في فيصل قبل أن يدفنه هو!!
/
تركتني دون أن تمنحني شرف وداعك للمرة الأخيرة!! أكرهك ياخالد,أكرهك الآن أكثر! لطالما أزعجتني بشقاوتك ومقالبك التي دائما ماتنتهي بلطمة مني على وجهك, والآن تزعجني بفكرة أنك لن تكون هنا بعد الآن لتمارس طقوس فوضاك معي! أنسيت أنك أحب صديق لي؟ حافظة أسراري؟ فرحي الذي أرتديه مذ عرفتك في أيام الجامعة؟ لغتي الوحيدة من بين كل اللغات؟ لمن تتركني الليلة؟ من سيسند ألمي من بعدك؟ من سيوبخ إهمالي؟ ومن سيجيب أزرار هاتفي حينما تنحت أرقام هاتفك.. لتداعبها ضحكاتك و نكاتك اللئيمة حتى وأنت تحترق من الحمى! آآآآآه يا خالد, سأرتدي الوجع من بعدك,ولاشيئ سيدفي حنيني. /
/
أيقظته يد محمد التي تربت على كتفه, مشيرا إلى خالد الذي أصبح جسد خاو مهجور كي ينزلوه إلى القبر. بعد أن استقر جسد خالد في تلك الحفرة,, وقف فيصل يتأمل وجهه.. والبقية من حوله يهيلون التراب على جسده. قال فيصل في سره: أنت.. أنت,
في حياتك كنت شامخ بهي الطلة,
و في مماتك ,كل شيئ مات معك إلا شموخك,
نسيت أن تأخذه معك!
تراجع فيصل للوراء..
فلم يكن يقوى أن يرى وجه خالد يختفي ببطء أمامه,
آثر أن ينسحب وهو حامل الصورة الأخيرة لوجه خالد
التي التقطتها ذاكرته,
وستعلقها في صدر روحه للأبد!
:
 
دخل غرفته,
وما إن لمح سرير خالد,رمى بجسده عليه وبكى بكاءا مريرا,
وأحتضن وسادته وقـَـبَـلَّـها,وتنفسها,
كانت لاتزال بقايا رائحة خالد عالقة بها.
صرخ من أعماقه,
هذه هي ليلة خالد الأولى في قبره,
وهي أيضا الليلة الأولى لفيصل في قبر حزنه و وحدته بدون خالد.
:
فجأة...
/
سمع صوت نغمة هاتفه نظر إلى الشاشة,الساعة الـ 4 فجرا ! هب واقفا بفزع.. اتجه إلى اليسار, ثم توقف ..حدق بتركيز و فغر فاه دهشته! تنهد طويلا ثم ابتسم بعمق, انحني وقــبلَّـهُ على جبينه.. تمتم بهدوء: " أيها الأحمق حتى في أحلامي تشاكسني! كم أحبك يا خالد" : شبك أصابع يديه فأحدثت فرقعة بسيطة .. ثم توجه إلى دورة المياه, كي يغتسل من تفاصيل الحلم الذي مزق قميص نومه هذه الليلة, وانتزعه من قمقمه ,منبه هاتفه..!! / /
/
تمت
2011-01-8
10:36م