الاثنين، 25 يوليو 2016



السّلامُ عليكَ يا صديقي المأفون بالغياب!

لن تَصلكَ رسالتي وأنت اخترتَ مَنفاكَ البَعيد..
لن تَشعر بي هذه المرة حقيقةً كما كُنتَ تفعل..
ورّغم ذلكَ لازلتُ بِحاجةٍ أن أتحدثَ إليك ..
أن أرّسل لكَ دموعي وهي تَتطاير رغماً عني في مساحاتِ هذا الكون الكبير الذي يَبتلِعني ولا يلفظني إلا في بطن العَتمة!
اليوم كُنتُ قوية جداً .. جداً..
للحدِ الذي ابتلعتُ فيه ألمي بكل هدوءٍ..وأنا أبتسم لِكُل وجهٍ يعبُرني بلا ملامح!
حَاولتُ أن أخلق حديثاً ..لكن فم البوح لم يَكن به شفتين.. ولا حُنجرة لتركل الكلام !
كنتُ صامتة.. و أصواتهم تطرق فوق رأسي بلا رحمة.. وحين حاولت أن أمسك صوتاً واحداً.. تعثرتُ ..و وقعتُ في ذاكرتي ومن حينها وأنا أبحثُ عن مخرجٍ للحياة!
يا صديقي ها أنا الان وحدي..
مائدتي خاوية على عروشها ..و جدران غرفتي تأن بألم ..
وأنا أتخبط يمنة ويسرة .. ولا أدري كيف أقتلعني من مسامير الوحدة!
هل تغفر لي إن بكيتُ الليلة؟!
اغفر لدمعي.. اغفر لوجعي.. اغفر لصبري المهترئ ..
لم أعد اقوى على مواصلة الطريق..
الوجع ينخرني.. و اطراف روحي تتآكل ..وقوتي بلا حراك..
وأنا وحيدة.. وحيدة جداً..
أريد البُكاء لحد انتهائي..
أريد أن أستريح على كتفٍ لا تنكسر..
أريد أن أصرخ .. وأصرخ.. وأصرخ..
أريد أن أنام لمرة أخيرة..دون أن تغتالني كوابيس الألم والخوف..
أخشى على نفسي من كل هذا الوجع..أخشى أن يموت قلبي ولا يموت جسدي ..
أخشى أن أنتهي قبل أن أراك..


م
ب
ع
ث
ر
ة

و قِبلتي الضياع!