الأحد، 9 أكتوبر 2005

*‡‡*ﺣﺰن ﺄﺴﻭد*‡‡*

مجرد خربشااااات 




::
أبي أبكي حزن أسود يجرح مهجتي بسكات


أبي أرسم دموع الآه تناغي غربتي وتنام


همومٍ شتت فرحي وزادتني ألم وجراح


وبكتني زمن أغبر نسى إني أناإنسان


باليتك تحتوي نبضي وتحضني بدون خداع


وتهديني قلب أبيض يلملمني بكل احساس


أبي همسك يداعبني مثل طفلٍ يريد ينام


يناظرأمه بلهفه يبي حضنٍ يزيد دفاه


وإذاالدمعة بكت مرة وناحت بالألم والاه


وغدت بحرٍ جرى بخدي يغرِّق كل شيء يلقاه


تلامس كفتك عيني وتغازل هدبي الغرقان


وتمسح دمعتن بيضا عليها من التعب ألوان


تشيل الدمع بكفوفك وتهديني أمل وافراح


أنا مابي كذب يذبح ويبدد لي حلم بالروح


ويرسملي عشق أجوف من قلبٍ بناه الزور


ترجيتك وهم أرجوك بربٍ خالقن معبود


إذاقلبك ملاه الغير ومالي فرصتن أحويه


تبعدني عن دروبك وتهجرني بدون طعون


وتدعيلي إله الكون يمنحني صبر أيوب!

الأحد، 3 يوليو 2005

من مـذكراتي (على شاطيء البحر..كانت الحكاية!!)





على شاطيء البحر..كانت الحكاية!!






تتسابق الأمواج لتصل إلى رمال الشاطيء..لتعانق معها جمال الهدوء..
وتتمايل طيور النورس بأجنحتها..محلقة فوق ذاك البحر الغامض..
وتتناثر حبات المطر منتشحة على أرجاء المكان..ليفوح عبيرها..من بين طيات الرمال!!
ما أجمل المكان هاهنا..نسمات ساحرة..تنعش الروح..وبرد لطيف يُرجف الجسد المشتااق!!

وقفت طويلا متأملة معاني البحر..التي كان يبثها من خلال أمواجه التي يقذفها نحوي..
وأخذت أجول بنظري على الأرجاء..فاليوم هو الموعد المنتظر..مع.......؟؟!!


بدأت أشعر بالإضطراب..بالبعثرة!!..دفء غريب بداخلي..وفي ذات الوقت أشعر بالبرد!
شد إنتباهي أصابع يدي التي لم أستطع أن أمسك بها لشدة إرتعاشها..
أحاسيس متلونة..كانت تشكل لوحة غريبة..
خوف ممزوج بفرح وإشتياق..ولهفة تسطر حروفي على شاطيء البحر!!
وحنين ألزم جسدي لأن يلتفت للوراء!!
و من بعيد..لاح لي قوامه الممشوق.._لطالما جذبني له_..ورأيت خطواته تهرول ناحيتي..وأكاد أشعر بأنفاسه المشتاقة..تحتضن وجهي..
عيناه كانتا ترقباني من بعيد..ونظراته ملهوفة للحديث مع عيني..

حينها..وأنا أنظره من بعيد..جال أحداقي الحائرة..يخترق خصب الغيوم..ينشد عالمه الروحاني..أحداقي التي لطالما إشرأبت..تعانق نجمات المساء..تحلم بطيف ..بث في أرجائها
الوله..نواظري التي ما فتئت تهفو لنظره!!

كنت أرقب تحركات عقارب ساعتي..أشعر بأنها جدا بطيئة هذه المرة..تمنيت لو أنني أستطيع أن
أسحب الأرض من تحت قدميه..كي يكون أمامي!!
شوقي يبعثرني..وإقترابه يلملمني..
بدأ يقترب شيئا فشيئ..وفي كل خطوة..نبض قلبي يتسارع..
بت أشعر بأن قلبي يتناغم مع خطواته المسرعة..وصرت أسمع موسيقي الإشتياق التي تعزفها أوتار قلبي..

بإضطراب مشاعر..ورجفة أنامل.. صوت خفي..سرى بين ضلوعي..لّوح لي ..بكفوف متأملة..قائلا:
"هاهو قادم".....إنبثق ذاك الصوت من أعماقي.. فمشاعري كانت تحدثني .بذلك!
لم يبقى بيني وبينه إلا بضع خطوات..ولكن لشدة شوقي له..كنت أشعر بأنها أميال وأميال!!

مللت الإنتظار..سئمت البقاء مسمرة في مكاني..أرقب إقترابه..
كان هنالك ما يشدني نحوه..هنالك شعور يزلزلني..يأبى الإنتظار..شيئ بداخلي يعصفني نحوه..وألف ألف شعور هائج..يعلن ثورة تطالب بالإتجاه إليه قبل وصوله!!

وعلى حين غقلة مني..وفي وسط أحاسيسي الثائرة..لم أشعر بنفسي إلا وأنا بين أحضانه!!
كنت غارقة في الحديث مع مشاعري المحتجة المضطربة..كنت أسأل متى سينتهي هذا الإنتظار لأكون هنالك..
على صدره؟!..
والآن أجدني بين يديه الباردتان..ما أرق ملمسهما!
إشتياقي له لم يتيح لي الفرصة كي أجد إجابة لتساؤلاتي تلك..
تركت لقلبي ولروحي العنان..لتسبح في فضاءاته السامقة..
لم أشعر بشيئ حولي..فقد كنت في ألـلا وعي.. فقدتُ ذاكرتي..لم أعد أتذكر شيئ سوى أني أحبه حد الجنون..
وأنه الآن يحتضني!!..
ما أروع ذاك الشعور الذي إحتواني..وما أرق تلك الهمسات التي تناغي روحي..
كنت أشعر بأني طفلته التي يداعبها بكل رقة..
تارة يمسح على رأسي..وأخري يتحسس وجهي..
كل حركة كانت تعطيني معناً أخر للحب..
غرقت في بحر حبه..وغفوت في حضنه فقد كنت أظن أن ذلك كله حلم وردي!!
"أحبك حنيني" ..كلمات سرت في كياني..دغدغت أنوثتي..وفجرت بركان الإشتياق الثائر..
أيقظتني من غفوتي..ومن ذاك الذي كنت أظن أنه حلم!!

بدأت أحس بأنامله التي تتسلل إلىّ..كانت وجهَتُها وجنتيّ..إبتسمت له بكل هدوء..معلنة له إستقبالي لها..
آآآه ما أبرد أطرافك"..تلك هي العبارة التي نبست بها شفتي أخيرا!!
إبتسم بكل حنان..وقال:"إذا فلتجود عليّ حنيني بدفئها"

فمسكت يديه وضممتهما إلى صدري..وأخذت أمسح عليهما..فأنا حقا أريد أن أعطيه من دفيء الذي
إنتظره طويلا..
وبينما أنا منسجمة مع أطرافه..إذا به يقترب ناحيتي أكثر..بحركة سريعة لم أنتبه لها..
وهمس في أذني:"رائعة أنت حبيبتي"..
توقفت قليلا..وصمت لعدة دقائق..تلعثم الكلام في شفاهي..ولم أقوى على النطق..فالخجل سرى في أوردتي..
وكسى وجنتي بحمرة كلون الورد..
فتبسم قائلا.."ما أجمل الحياء على محياك..يبهيك أكثر فأكثر"..
وحينما شعر بأن الحياء يتلبسني..إجتذبني بكل رقة إلى صدره..وضمني بقوة..
عله كان يريد أن يحتوي حيائي..أو لربما هو الشوق الذي أتعبه..مثلما أتعب حنينه..فإنه لا شك
عاشر براكيني الثائرة..أرهقه توهجها الحمي!!

بقينا طويلا..لا الكلام أسعفنى..ولا الوقت رحمنا..

وبعد أن تلاحمت أرواحنا قبل أجسادنا..
وبعد أن تناغت قلوبنا..وتراقصت مشاعرنا مع زخات المطر المتاسقطة..
أعلنها قلبي بكل قوة..وصدقّّتها أحاسيسي..ونطقت بها كل جوارحي:
(أعشقك يا أمير قلبي..فهاك قلبي الذي أخليته من شتىّ أجناس البشر..علّك تهتدي إليه ولو بالصدفة..وهاك عمري إن كان يكفيك ذاك لتشعر بإحتياجي لك)..
لم أكن أريد أن ينتهي ذاك المشهد..وأنا بين يديه..
كنت أتمنى لو أن التاريخ يتوقف حينها..فلا يعد هنالك زمن أو وقت..
تمنيت لو أن كل شيئ حولنا يسكن..يصمت..ليتيح لنا التخاطب عبر نظراتنا الحانية..
كنت أريد أن أبقى هكذا لآخر لحظة بعمري..لآخر نفس!!

كان ذلك نفس الشعور الذي ينتابه أيضا..
وبعدها..مسك بيدي بقوة..وكأنه يقول لي:"أنا معك وللأبد..لن أتركك ما حييت"..
ثم رأيته يتحرك ناحية البحر..فهمت أنه يريدنا أن نمشي بالقرب من المياه..رضخت لرغبته..فأنا أيضا أريد أن تداعب المياه المالحة أصابع قدمي..
مشينا ونحن متشابكين الأيدي..
كنت أشعر أن كل شيئ يحيط بنا منسجم معنا..
الطيور تغرد بعذوبة..والسماء تهدينا سحبها الرائعة لتظلنا..والبحر..آآآه منك يابحر..كان يعزف سيمفونية الحب الخالدة بأمواجه المتلاطمة!!
حتى نسمات الهواء الباردة..غدت كبائع عطر متجول..ينثر عطوره بأنف العاشق المتيم..
ليزيد من هيامه وشجونه..



لم ننتبه بأن الشمس كانت تودعنا..ولم نشعر بظلمة الليل التي بدأت تتسلل من بعيد..لتنتشح على المكان..
ولكن كنا نرقب الشفق ..ومعه نرسم إمتداد أحلامنا..

ضغط على يدي..طوقني بيده الأخرى..وهمس لي "آن وقت الرحيل"..
وما أن خرجت تلك الكلمات..إلا ودمعاتي تتسابق بالخروج وبدأت تتدحرج بقوة..كحبات لؤلؤ متاسقطة..شيئ منها تشبث بوجنتي..والأكثر منها سقط منتحرا على حبات الرمال!! فذاك سيكون قبرها الأبدي.

لم أشأ رحيله فالحنين إليه لا زال يسكنني..وشوقي له لم يرتوي بعد!!


شعربي..فأنفاسي كانت تزفر الآهات المثقلة ..
(حنيني..أيا بعض مني..إن إنتهى يومنا هاهنا..فلن ينتهي حبنا أبدا..أنا معك ولك دوما وأبدا)..
عبارته تلك لفظها على فلبي قبل مسمعي..وهو يحتويني بكل جسده..
ما أروعك يا حبيب قلبي..في كل لحظة أنت باهر..!!

بين يديه أخفى وجهي..ليرسم عليه آخر لحظات اللقاء..طبع قبلته الساحرة على شفتي..
مودعا لي مع وعده بلقاء آخر أقرب ما يكون!!

نظر إليّ لآخر مرة قبل أن يذهب..

ثم حرك جسمه ليبدأ وضع خطواته في نفس الطريق الذي أتى منه!!
كنت أحس بخطواته المتثاقلة..كان بصعوبة بالغة يحركها..فأنا أشعر به..لأن ذلك هو شعوري حينما أردت الرحيل..
ولكن هول الموقف وشدته على قلبي أجبرني على البقاء..
وبقيت أتأمله من مكاني.. فقد كان هنالك بعض من أمل..علّه يعود لأدراجه..ويحتويني مرة أخرى!!ولكن جسده النحيف بدأ بالإختفاء تدريجيا.._خيّل إليّ..أنه بدأ يختفي بين الرمال..بين أحشاء المحال_..!!
حينها أدركت أن أملي قد أجهض من رحم قلبي!!
وأن لحظة اللقاء أجبرت أن تتبدد..أن تنتحر.


حبيبي..سأحتسي كأس الحزن على مأثم وداعك..
وسأبقى هاهنا..سجينة بين قمصان الزمان..أترقب وعدك المنتظر لي بالرجوع..
كي تحررني..وترسمني طيف عابر..مر من بين المحاجر..بين حانات الحنان!!