الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

كـ الفقاعات...








كَحفلةِ أكوابٍ ثّلجية تتراقص مشّاعري الآن !
من أين ابدأ وأنا المغموسّة في طيِن المنّافي الـلازِّب .. كُلّما مَد الله يَده الحَانية ليلّتقطُني تَنزّلق أصابعي المُهشمة من يده!
دعني أعتّرف لكَ اليوم بِكُل شيء .. كَصديقة عَابرة مَزق الـليل ثّياب فَجرّها.. كَعصفورةٍ تُحاول أن تَطير بِجناحٍ مَكسور..
فقط امنحني بَعضَكَ أو جُزء من كُلّكَ مَرة أخيرة وأعدُكَ أنني سَأختصر الكَلام ..
كَجملةٍ اعتراضيةٍ لامحل لها ابداً! كَطفلٍ يَتعلّم نُطق كلمة ولّسانه يُرّبِكُه.. كَأي شيءٍ شئتَ..أو كـ لاشيءٍ !
فقط حَاول أن تَفهم طَنين صَوتي الذي ينّسل مني لك!
لن أطيلَ هذه المرّة .. سَأكون أكثّر صَمتاً وأقلّ حديثاً ..

أنا مَادة مَعجونة بالحُزن ..
أُمي حين أتت بي لِهذه الحَياة دَفنت (صُرّتي) تحت شّجرة الوجَع ونسّتها ولم تَهتدي إليها مُذ أن غَاب ظِل الشجرة!
أنا ابنة السّواد وأُخته وكُل جُذوره ..
أنا كُلّما غَرّدت حُنجرّتي لَحن الوجُودية أوجعني سّهم الحَياة واغتَال صَوتي..
أنا كَائن لا يَعرّف كَيف يَفرّح .. مَخلوق وجهي بدون شّفتين ليبتسما .. ولا شّفاه تُناسب مَقاسي!
أنا حِينما أكون وحدي .. تَبتلّعُني العُتمة وتَلّفظني شيئاً آخر .. أكثر هَشاشة .. و أكبر وجعاً!
أنا كُلما عَقدتُ قِرّآني على الأمل.. طَلّقني واحدة .. ثم اثنتان .. ثم ثلاثةٍ دون رّجعة! أنا أشّبه غَريب.. مُسافر لِـمنفى..
كُلّما جَعلتُكَ سُكنى لي .. أحَالكَ هذا المَاضي لِـ فوضى!
لا تَلُم كَلّماتي إن طَرّقت سمعكَ بِفضاضةٍ.. فأنا بدون لُغة .. ولازلتُ جُملة لا تَخُص أحد!

عبثيةِ دواخلي.. الوجوه الهَاربة من محفظةِ ذاكرتي.. صَافرة قِطار المَوت .. أصوات عَجائز الغِياب.. لّسعات الحِرّمان .. رائحة البُكاء .. نَزيف ضَعفي .. صُرّاخ وحدتي .. هَويتي المجهُولة .. أبجديتي المُرّتبكة/المُزيفه .. ضَحكات القَدر .. و أنت ..
تَخلقون مهيتي .. و تنسّون أن تَنفخوا روح الفَرّح في جَسدي .


هل وجدتَ الآن تَفسيراً لِعُصارة الحُزن المنُسابة من حَديثي .. كُلّما حَاولتَ أن تَبني بينك وبين روحي جَسر عُبور!؟؟
فَلنعتّرف سوياً أنني ..عَديمة اللون والرائِحة ..

ولا مَحل لّي من الإعراب!