الأربعاء، 27 يناير 2016




رسالة إلى لا أحد:

تعودت حين أكتب ان انتقي الحروف بعناية فائقة..وانخلها  حتى تكون صافية دقيقة في المعنى..
لكنني اليوم وفي هذه اللحظة تحديداً أريد أن أكتب حروفاً عشوائية غير مترابطة ولا تصف أي معنى!

الإنكسار لا يعني نهاية حياة أحدهم.. وحين تتلقى صفعة خذلان على وجه قلبك ابتسم .. و امسح بأنامل الـلامبالاتك مكان الألم ونم قرير العين!
ماذا يعني أن يفطر قلبنا أحدهم؟!
لا شيء! حقاً لا شيء ..
مجرد تمزق في أغشية الروح.. ستلتئم مع مرور الوقت!
الوجع الذي نتلقاه لا يزيدنا ضعفاً..بل قوة حيث انه يكسر ألواح الشعور و يجعل مناعتنا العاطفية قوية ..
حينها تستطيع أن تمضي ما تبقى لك في هذه الحياة بدون اكتراث لأي وجع اخر او عابر يمزقك مرة أخرى!
نحن موهومين بأنفسنا.. نعقد على خاصرة حياتنا تخيلات و مواجع من الامكان أن نرميها خلفنا ونمضي عوضاً أن نضع لها هالة كبيرة..
حين يغدر بك القريب..
حين يخونك حبيب..
حين يكسرك صديق..
حين يخذلك من كان أقربهم إليك ..
لا تعني ابداً أن الحياة اعلنت النهاية..وانه ما من متسع لقلبك لاخرون!
الحياة لا ترتبط بوجهٍ واحدٍ فقط ..
ولا تتوقف على أنفاس أولائك الراحلين ..
الحياة مملؤة بحيوات أكبر وأوسع..
وهنالك محطات متنوعة وكثيرة ..
اختر لك واحدة واركب قطارك دون أن تأبه لمن أفلت يدك..
من رحل عنك .. تأكد بأنه كان غرضاً زائداً عن حاجتك..
من أوجعك كن مدركاً أنه مجرد عابر سبيل عاث فسادا و انتهى..
كل ما عليك فعله هو أن تنظف خلفه بقاياه وترميها لأقرب سلة مهملات!
لا تترك فرصتك بالحياة مهما تكالبت عليك الهموم..ومهما وقفت ضدك الأقدار..
لأنك غداً ستلتقي بهم في ساحة الموت و ستسخر منهم ..وهم لن يجرؤ على رؤية عينيك..حتى وهم أموات!
كن أنت الرابح في رهاناتك الخاسرة.. الانسحاب بصمت أجمل هدية قد تهديها لمن خذلك..
ولا تنتظر صدقة حب من أحدهم..فأولائك يتبعون ما يعطون مناً واذلالاً..
حين يمدون إليك إيادي مشاعرهم المستعارة كُف قلبك عنهم..و كن من اللذين لا يسألون الناس إلحافاً!
وكن غنياً عن صدقة تُعطى ومن ورائها حب ربوي غير شرعي... حين يعطونك مثقال ذرة من عطف يطالبونك بمكيال من الحب!
هؤلاء محرومين من السعادة..موقوفين على نواصي الحرمان..
والدائرة تدور..
سيأتي من يركلهم بأقدام الغياب..وسيشعرون تماما بصغر حجمهم أمام قامة صبرك!
لأن الله لا يضيع أجر من صدق حباً!!

كن لك.. ولا تكن لهم!