الاثنين، 21 مارس 2016



إليه ..


لم أعتد أن أكتب إليك .. ولم أشعر للحظة أنني قد أجد صعوبة في ايصال ما يعتلج قلبي..لكنني اليوم حقاً أشعر بأن حنجرة صوتي مبتورة .. وبأن أبجديتي ناقصة ..وأبحث عن حرفي ولا أجده!
هل تستطيع أن تهبني أذن الصمت للحظة !؟
هل لكَ أن تمنحني حضنك أفترشه.. وأُنيخ رِّكاب روحي الموجوعة عليه!؟
أنا يا قطعة مني أحتاج لكَ اليوم أكثر ممَ مضى .. أكثر من يوم أن كُنت في رّحم أمي أرّكل الأقدار بطرف أصابع قدمي غير آبهة للاتي..
لم أكن أدرك حينها إن تلك الأقدار ستركلني هي حينما أقف وجهاً لوجه ٍ مع هذه الحياة!
اليوم أريد أن أُريك جُرحي الذي لم يتوقف عن البكاء مُنذ الأزل..
أُريدك أن تضع يدكَ على حُزني وتَلمسه!
لم يَفهمني أحد .. ولم يَستطيعوا أن يُدركوا مِقدار التناقضات التي تَسكنني..
لم يستطع أحد أن يتعرّف علي.. وأنا التي أُبدل وجهي كُل ليلةٍ ..
تلكَ الأقنعة المُتراكمة في خِزانة روحي.. تَتزايد.. وتترّاكم معها أوجاعي..
أصرخ كثيراً.. وحبال صوتي تَمتد للبعيد .. وصَوتي أصبح رجلاً كهلاً .. لكن لا أحد يسمعه!
لا تَلُّمني أن أحرّقتُكَ بدمعي وأنا في قمة نشوتي بالحياة!
لا تغضب أن إرتديتُ الصمت في وسط الثرثرة..
لا تنزعج من هدوئي المفاجئ في صخب الجنون!
لا تسألني عن بريق عيني حين ينطفئ أين ذهب!
لأنني مسكونة بخيباتٍ عظيمة لا تنتهي.. ولأنني مريضة بالماضي .. ولم أتعافى بعد من انتكاستي..
من يستطيع أن يحمل هذا الألم الذي يجثم على صدري..
من يَستطيع أن يُنصت لنواح عُمقي حين أحاول أن أنام في أمان الله!

حتى أحلامي مشلولة الفرّح ..
لم تنجب لي سعادة وهمية مُذ ان اغتصبها ماضيّ الموحش!

مُدّ لي يدكَ .. انتشلني مرةً أخيرة مِني ..
اخلِقني أُنثى أخرى غير التي أنا عليها الان ..
داعب أحلامي.. أو حتى أوهامي..
إزرع لي شفتين في وجه القدر لـ
ابتسم ..
ضُمني لِـ صدركَ .. واسألني :

" كيف هو حال حُزنكِ القَديم" *