الخميس، 10 أكتوبر 2013




" كُلِّ الحُزْن بـِ لَونٍ واحِدٍ ولُغَةٍ وَحِيدة !! "




هَاهِي ذِي العَشرِ الأَواخِر مِن بَقَايا ذَاكِرتِي الخَائِبة . .
المَرّمِية أَشْياؤها الثَمِينة خَارِج دُولاب الذَاكِرة . .
لـِ تَأْكُلها رُّمَةِ الـ نِسْيانْ !!
مَا أَصْعَب الوقُوف أَمام جَبَروت الـ حَنِين . .
و جُمُوع المَاضِي تَخْرُج مِن قُبورِ القَلّبِ كـَ البَعْثِ العَظِيمْ !
وُجُوهٌ تَرْكُض مُسْرِعَة فِي أَزِقَةِ الذَاكِرة

و غُبَار بَعْض الجُمَل الهَرِمَة يَتَطَاير في سَماءِ الرّوح!
 وأَطْفَال تَخّلّت عَنْهُم أُمْهَاتِ الـوفَاء !
::
فَوضى الخَيبات المُتَتالية التِي تُصِيبُني تُزْهِق آَخر أَنْفَاس التَحَّمُل فِيّ
لـِ أَمُدَّ يَدِي فِي جَيبِ تَعَبي و أَبْحَثُ عَن أَقْفَالٍ لـِ كُل حَياتِي السَابِقة وذَاكِرَتِي المَسْكُونة بـِ أَشْبَاحٍ الشَّوقْ!
مَجْبُورَة أَنا فِي كُل حُزْن تُخَلِّفَه أيَامِي أنْ أَتَكَوم عَلى ذَاتِي
وأَرّقُب تَطَاول ظِلّ انكِسَاري  . .
وأُتَمْتِم بـِ شَّفَتَيِن لا يَلّتَقِيان  بـِحروفٍ هَارِبَة مِن أَبْجَدِية لُغَتِي
لـِ تُنَادِي عَلى نُورٍ أَتَمَسَكُ بِه قَبل أَنْ يَنْتَهِي ظِلّي و يُنْهِيني . .
لـَكِنَني لا أُتْقِن الكَلام!!
لا أُجِيدُ البَوح . . ولا أَعْرِف كَيف أُفَسِر صُرّاخ الخَوف الذي يَسْكُن عُمْقِي . .
أَقِف وَحِيدة عَلى زَاوية الـ حَياة . .
أَنْظُر بـِ صَمْتٍ بَاكٍ لـِ مَن هُم خَارِج نِطَاق عَالمِي
وأَتسَاءَل هَل مِنهم أَحْد يَرانِي ؟
أَمْ أَنِني مَخْفِية حَتى عَن مَدى رؤْيَتِهم 
شَيء ضَئِيل لا يَكادُ يَبِينْ !

أُخْرِجُ يَدِي مِن مْعْطَفِ عُزْلَتي . . 
أَمْدَها لَهم . . لـِ العَابِرين عَلى ضِفاف الرُّوح . .
لـِ أَولائِكَ الأَوليَاء اللذِين لا يَبْتَغُون فِيما يُنْفِقُون مَناً ولا أَذى . .
لـِ الكَون أَجْمَعٍ . .
أَمُدَها خَجَلاً . . بَاحِثَة عَن كِسْرَةِ اهْتِمام مِن بَقايا مَوائِد عَاطِفَتِهم المَمْلوءة . .
عَنْ خُبْزِ حُبٍّ تَطْحَنَه رِحاء قُلوبِهم . .
لـِ يَسْتَقِر فِي قَلّبِي ويُشْبِع أَبناء مشَّاعِري الجِياع!
أَمُدَّها و دُمُوعِي تَمْتَدُ لـِ نَواظِرَهم قَبْل أَن تَصل هِي إلى أبَوابهم تَطْرُقها بـِ نَقْر ضَعِيف وَجِلٍ !
وأَنَاي تَرّتَعِش خَوفاً مِنهم . .
وتَقْضِم أَظَافِر الإنْتِظار بِلا تَوقُفٍ . .
حَتى يُأَذِنَّ مُنَادِ الحَاجِة . . ويَلُحَّ صَبْري عَلى رَّغْبَتِي . .
فـَ أَتَحَرر مِني و أَسْأل النَاس إلحَافاً لـِ بَعْضِ شُعُورٍ مُسْتَهلَك!!
 وحِين قَبْضتُ بَعْضاً مِنه عَلى طَريِق الصُدْفَة بـِ أَحْدِهم . .
نَادى هَذا الكَون أَنكَ يا أنتِ سَارِقة مَا ليس لكِ !!
فـَ يُجَاوِبُنى الصَدى بـِ صَوتٍ مَبْحُوحٍ مُتَحَشرجٍ . .
أنْ لا طَاقَة لكِ اليَوم بـِ هَذا الحُبِّ وجُنُودِهِ !
فـِ أَعُود أَدْراجِي خَائِبَة . . تَتَقَدْمُنِي وحْدَتِي و بُكَائي الأَبْكَم !!




آهـةٌ :

وَ أَمْطَرت . . لَكِنها لَمْ تَرتَوي !