الأحد، 1 أبريل 2012

[حب وكبرياء 9دقائق!!]







لا أدري ما أُصنِفُها . . قصة ؟ شبه قصة ؟ شبيهة الرواياتْ ؟
فضْفَضة؟؟
حقا لا أدري. . كَتبتها في 2010 أظن أني لَحْظَتها كُنْتُ مُكْتضَة بـ المشَّاعر المُخْتَلِطة .
/


وقفت والصمت يرتديها كعباءتها السوداء التي تضم جسدها الضئيل_ذاك الجسد الذي شهد عوامل التعرية من خوف وحزن و وحدة تجلدها كل لحظة;حتى ترسبت في دواخلها كل أنواع المعاناة!_
لا شيئ أمامها سوى بحر إعتاد أن يبلع دمعاتها السابحة فيه.وتحت أقدامها رمل يلثم آهاتها المتسربة إليه من أنفاسها!
قالت في خشوع:
" متى سأتنفس"?!
ثم واصلت صمتها الذي أثقل الكون من حولها.. هي كانت تتمنى أن تتنفس دون أن تخنقها أصابع الألم! دون أن تتحشرج أنفاسها الموجوعة في صدرها قبل أن تزفرها لمثواها الأخير!
لم تكن تجيد التنفس بعيدا عن آهاتها التي تجلدها في اللحظة ألف مرة!
تقدمت نحو البحر قليلا حتى لثمت قطراته أصابع قدميها الصغيرة..شعرت بدغدغتها على حواف أطرافها وببقايا الماء التي تشبثت عليها..
ابتسمت بتثاقل..ثم تراجعت قليلا واتجهت يمينا تمشي ببطء وكأنها تمشي على أطراف أقدامها خشية من أن توقظ المواجع التي تستعمر قلبها!_فأيضا للوجع حرمته التي يجب أن نراعيها !_
كانت تمشي و نظراتها ترسم مسار خطواتها أمامها..لم تكن تفكر في شيئ..كان عقلها خاو من كل شيئ إلا بعض الأفكار العبثية التي ماتلبث إلا أن تنتحر!
 
كانت تحدث نفسها سرا,عنها!
تبثها حديثا خاصا بهدوء وخشوع خشية أن يسترق الوجود من حولها السمع فيفضح أسرارهما!
قالت لنفسها:
" متى كانت آخر مرة ترددت فيها على حانات الفرح?!"
أجابت نفسها:
"أيه! مضى عمر طويل يارفيقة."
ردت:
"هل نحتاج لتصاريح مختومة من القدر كي نبتسم?"
نفسها:
"بل نحتاج فأسا لنكسر أقفال الصناديق التي أختبأت فيها السعادة".
قالت وآهة طويلة تشق
طريقها في الخروج من جوفها المحترق:
" عاجزة أنا عن فهم هذه المعمعة التي زججت بنفسي فيها"!
ثم ساد صمت طويل..ولم يعد الحديث قادر على أن ينمو بينهما فآثر أن ينسحب تاركا خلفه أسئلة مشوهة لا تحوي مكان لإجابة قد تسد رمق الحيرة الجائعة!
تابعت قدماها السير..دون أن تتبع مسارا واضحا..فقط كانت تمشي وتحمل ذاك الجسد المنهك,وروح قد قدها الضياع إلى نصفين_نصف يبحث عن وطن ونصف يغرق أكثر ف فوضى المشاعر_!
ظلت هكذا تمشي دون توقف حتى استوقفها جسد آخر يحمل هوية(رجل).
 
كان هو الآخر يغوص بعينيه في أعماق البحر يفتش عن أمل يبقيه صامدا على وجه هذه البسيطة!
لم ينتبه لتلك الأنثى التي كانت تبعدها عنه بضع خطوات يتيمة!
كان يحاول أن يلجم فاه الصرخات التي تثور بداخله..والتي أعلنت عن رغبتها في رؤية العالم!
كان وجهه شديد الحمرة,ربما بسبب غليان كبرياؤه_فهو كرجل شريق لايليق به أن يعري دموعه ليراها الناس من حوله,ولا ينبغي له أن يفجر غضبه بصرخة تحطم قيود الألم التي تكبل أعماقه!_
تصبب عرقه..كحبات ندى على بتلات وردة,لم يكن يقوى على شيئ إلا فقط:
" يا الله!!"
بصوت مخنوق ضعيف..جره من أحباله الصوتية الباكية.
ثم أطرق رأسه وكأنه يقرأ شيئ ما, كتب على ظهر البحر!
حتى اصطدمت أنفاسه برائحة عطر,اخترقت رئتيه فباتتا وطنا له!
حرك ذاك العطر حنينه المدفون منذ أمد بعيد, بدأ يشعر بالإضطراب..والتوتر بدأ بمراقصة أعصابه!
حاول أن يلتفت لمنبع العطر ولكن هنالك ما يمنعه.
وحين اكتشف عجزه لفعل ذلك أغلق عينيه بقوة,وتنفس بعمق..وأخذ يستنشق العطر بصورة أعمق!
 
 
كان كمن يحلق في فضاء واسع وتحيطه ملائكة الجمال من كل صوب!
بدأ يشعر بأريحية ودفء يسري في أوردته بمنتهى الرقة!
شعر بالحنين إلى ماضيه الطاهر..الذي ودعه مذ كفن حلمه الرضيع بين يدي أقداره.
أحس بأن هنالك صلة/قرابة وطيدة تجمعه بهذا العطر!
بقى على حاله ذاك زمنا ليس بقليل,
هو لم يكن يدرك أنه كان يتنفس الأنثى وليس عطرها!
_مرت بوقار القوارير في حضرته..كانت تتوكأ الحياء حتى تجتاز منطقته الملغومة بعبق الذكورة!
كانت تحس بأنها تجر قدميها بصعوبة من على بساط الأرض,وكأن هنالك جاذبية فائقة تستجديها للبقاء مكانها!
حاولت أن تتجاهل تلك النداءات المنبعثة من روحها والتي تحثها للتوجه إليه!
ولكن شيئ خفي كان يسحبها عنوة لتتسمر بالقرب منه عوضا عن المسير من خلفه دون أن تلفت انتباهه!
بدأت قشعريرة غامضة تدب في أعماقها,لم تكن قادرة على تفسير ذاك الاضطراب الواضح على جبين قلبها الصغير!
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بتمهل_كمن يسحب نفسا من سيجارته الحميمة و يتفنن في رسم الدخان المنبعث منها!_
توقفت قليلا علها تعيد ترتيب ذاتها من بعد ما بعثرتها فوضى مشاعرها المتداخلة.
قالت بحزم لنفسها:
" هو ليس أكثر من جسر ذكوري سأعبره بكعب أنوثتي العالي!"
/
- ترى هل كل الجسور نستطيع أن نعبرها دون أن نتعثر بتفاصيلها الشاهقة!!_
 
وحين حاولت العبور فوق ذاك الجسر_الوهمي الذي اصطنعته كي تداري خيبتها في الصمود_ سقطت من علو لترتطم بذاكرتها وتتبعثر كل التفاصيل أمامها..دون أن تتيح لها فرصة عقيمة كي تلملم أشلاء مفاجأتها المتناثرة من هول صدمتها!!
_بقي هو متسمر في مكانه لايقوى على الحراك! كقطعة جليد متجمدة من شدة البرد!
حاول أن يسحب حرف واحد من لسانه,ولكن كل أبجديته قد شلت! إعاقة حروفه خذلته من أن ينبس أو حتى يهمس بأشباه الحروف!
/
_أكل المفاجأت تكون قنبلة موقوتة تنفجر في وجوه اللحظات ما أن يلمسها عقرب الوقت!! أم أننا من أعددنا ذواتنا لصاعقة الأقدار الغير محسوبة بمعطف شتوي لا يليق في حضرة المواعيد المباغتة شديدة الحرارة!
أحيانا,حتى القدر يعد لنا رحلة عودة إلى وطن قد هجرناه وحذفناه من قائمة أوطاننا المصفوفة,ليعيدنا إليه بتذكرة من الدرجة الأولى في صفوف المفاجأت!
هل هذه رحمة الأقدار بنا,كي ترجعنا بمظهر لائق يتناسب مع ذهول الموقف?!
أم أننا قد اعتدنا أن نرتب ذكرياتنا بأناقة تجعلها فاتنة جدا لحظة اصطدامها بالواقع!_
 
_دون أن تشعر بدمعاتها المنسكبة على خديها,ودون وعي منها كانت تردد بصوت متقطع مذهول( ق ا س م!)

كانت أفواه أحاسيسها فاغرة وكأنها تنتظر من يلقمها بعض قوت!

لم تتمالك نفسها..ولم تعد قدماها قادرة على الصمود أكثر, فقد أثقلها جسد الصدفة وخر قواها,فانهالت على الأرض تشد بأصابعها ما صادفها من رمل الشاطئ,وكأنها تحتضنه وتشد على ثيابه بقوة كي يمنحها أمانا تحتاجه لتهدأ روحها!

أما هو..فقد استجمع قوته أخيرا والتفت إليها بعد مضي عمرا من الثواني, وقف يتأملها وهو يتمتم:"لازالت بذات الضعف الذي عرفته فيها"!

كان أشد ذهولا من العالم حوله,حاول أن يسترجع أحاسيسه التي تطايرت من قلبه محلقة نحوها بسرعة البرق!

كلمح البصر وجد جسده قبالة جسدها,ويداه تحتضن كفوفها الصغيرة المملؤة بالرمل!

أنفاسهما تتعانقان بتعب شديد,ودموعهما تلتقي خلسة في أحضان الأرض التي يتكأن عليها!

حتى نظراتهما كانت تجتمع في ذات البقعة!

بدا كل شيئ حولهم في عناق!

وكأن الكون من حولهم أسدل لحاف أمنه على مخلوقاته فباتت تحن لعناق طويل!


كانت تخشى أن ترفع نظرها إلى عينيه خوفا من أن تكون تحلم..وأن ما أمامها مجرد ظل لطيف ذكرى لا أكثر!
  
ظلت تتنفسه عن قرب..هي تحفظ أنفاسه عن ظهر حب.
ما أكد لها أنها في واقع صادق ذبذبات صوته التي أحدثت طنينا حنينيا في أذنها!
بدأت تشعر أن همسه يتردد بانتظام على مسامعها بنفس الوتيرة:
(طفلتي)..
كانت هذه الكلمة التي لم تبارح ذاكرتها منذ آخر موعد لهما!
تنهدت بقوة..وأنامله ترسم تقاسيم وجهها-كأنه يرسم وجهها كيفما يحبه هو-
طبع قبلة على جبينها الأبيض.. وسبابته اليمنى تمر بخجل على أنفها الطويل..
ابتسمت بهدوء..ثم أشرق ظلام أجفانها بشمس وجه..
_بعد أن كانت مغمضة العينين_
جلست تتأمله..تقرأ ما فاتها من عمره في كتاب عيونه..
تتأمل تجاعيد الحنين التي ارتسمت على ملامحه..
هو لا يزال بذاك الجمال البهي مذ عرفته..و هيبة حضوره لا تزال شامخة لم تنكسر أبدا برغم ما كابده من عناء!
قطع تأملها صوته الحاني:
" كيف جئت إلي من بعد سنوات عشر!?"
ابتسمت و هي تزفر تنهدات صدرها بصوت مسموع:
" ذات القدر الذي أخذني منك; أرجعني إليك"
 
 
 
هو بحنان أكثر:
_" هل أزعجك أحد في غيابي?"
_"نعم"..قالتها والحزن يتلألأ في عينيها.
_" فدتك روحي يا أنا, دليني عليه لأقتص لك منه"
أجابت:
"هاك,إنه بين ضلوعي.. قلبي, فلتقتص لي منه على وفاؤه لك"
- سكت ولم يعقب..
وكأنه كان ينتظر منها ذلك حتى يطمئن أن عرشه لايزال في مملكتها!
إحتضن وجهها بين يديه.. و اقترب أكثر منها..حتى ألصق جبينه بجبينها..وجلس يتنفسها طويلا..دون أن ينطقا بحرف واحد!
كانا كمن يجدد الحياة بداخلهما..ويعيدا ترتيب أثات الأشياء التي تبعثرت في أعماقهم بعد هذا الغياب الطويل!
أزاح جبينه عنها..ثم جلس ينفخ بأنفاسه الحارة على كل وجهها..ربما أراد أن يبعثها من جديد!
مسكت بيده بقوة..وركزت نظرها على صدره..هي كانت تبعث له إشارة وحده يفهمها دوما! وبالفعل مباشرة اجتذبها لصدره..وضمها إليه بقوته وحنانه..تلك إشارة كان يفهم منها أنها تحتاج لتنيخ ركاب أوجاعها بين يديه..!
كانت تبكي بل وتشهق من فرط البكاء الذي اجتاحها..وتشد على ملابسه بكل قوتها الضعيفة! ضمها أكثر..
 
واقترب من رأسها حتى شم رائحة شعرها الحريري المتناثر على ظهرها..مرر أصابعه بداخله..كان يفتش عن بقايا وجوده في خصلاته!

أحست بذقنه على جبينها فهدأت وتنهدت بأريحية.

لم يتكلم..فقط كان يحتضنها ويمسح على شعرها..ويداعب بعض وجهها بذقنه وأنفه..كي تشعر بالأمان.

أزاحت جسدها عنه..وضعت أناملها الصغيرة على عينيها وكأنها تخفي صورته عنها..ثم أبعدتهما فابتسمت..هي كانت تريد أن تطمئن نفسها أنه هو..وليس طيفه الذي تعود أن يباغتها!

دون أن تشعر بذاكرتها..وجدتها تمشط ماضيها لتبحث عنه بين أزقتها!

تذكرت ذاك اليوم الذي غضب عليها جدا لأنها خرجت مسرعة من صف محاضرتها دون أن تنتبه لذاك الشاب الذي يمشي بنفس اتجهاها حتى ارتطمت به! كان قاسم ينتظرها بآخر الممر..ولكن فجأة وجدته متسمرا بجانبها يرفعها عن الأرض والغيرة تأكل أطرافه من جسد الشاب الذي لامس سهوا جسدها! كان ممسكا يدها بقوة ويمشي بجانبها ملاصقا لها وحين طلبت منه أن يبتعد قليلا كي لا يلفت الأنظار قال بغضب:

( أظن بأنك تحتاجين لمن يكون جدارك كي يمنع عنك الاصطدامات العمياء!)

قالت بعتاب:

" لم أنتبه! هل افتعلت جرما!"
 
 
 
 
 
توقف أمامها فجأة وقال وهو يأكل شفته السفلى بأسنانه لشدة غيرته/غضبه:

"أنت ملك لي أنا فقط,ومحرم عليك أي جسد آخر حتى وإن كان وليد السهو"

ضغط بقوة على يدها واقترب منها:

" مزقيني إربا,ولكن لا تدعي نسمة هواء ذكورية تلمسك"

ابتسمت والغرور يتلبسها من هذا الحب العنيف:

"أنا أنثاك أنت فقط حبيبي"

كاد أن يحتضنها لولا أنه انتبه لنداء صديقة محمد من خلفه!

/

هي الذاكرة من تعيدنا إلى أزمنة الحب بعد أن أصبحت أراضينا جدباء منه!

هي الذكريات من تكون قربان لهم أمام قلوبنا كي نغفر لهم غيابهم ونجدد صكوك الولاء لهم!

نحن وذاكرتنا لا نخون!

/

هو أيضا رجع للوراء يتذكر شيئا منها..حينما كانت تنتظره في تلك البقعة التي كانت الشاهد الوحيد على حبهم وجنونهم..

وصلت لموعدهما ولكنها تفاجأت بأنه غير موجود..قالت ربما زحمة السير من أخرته.

مر الوقت سريعا..وشموع الشوق بدأت تنطفئ واحدة بعد أخرى وهو لم يأت بعد!

اتصلت به ولكن لم يجيب!

مرت ساعة ولا أثر له! غضبت كثيرا..اتهمته بـ الـلامبالاة..وأنها لاتعني له شيئ!

ولت عائدة تتعثر بدموعها!
 
 أما هو فقد أراد أن يبتاع لها وردة بيضاء..فاضطر أن ينتظر طابورا طويلا حتى يزوده البائع العجوز بمطلبه..ولعجلته نسي هاتفة بالسيارة حتى فرغ شحنه فانطفأ تماما كما انطفأت هي!
وحين انتبه لعقرب الوقت..فر سريعا لها على سرعة جنونية ولكن..قد فات الأوان!

حاول الاتصال بها ولكن كالمعتاد تغلق كل شيئ عقابا له..حتى يضطر أن يستعين بأختة كجسر يوصله إلى ضفتها!

وحينها يبدأ بتلاوة طقوسه و تجديد وعوده وممارسة أساليبه المتنوعة كي تقبل اعتذاره!

/

ابتسم لهذه الذكرى.. ورفع رأسه للسماء ثم أرجعه حيث تقف هي أمامه..وقال:

" لقد استجاب الله دعوتي,

سألته أن لا ينتزع روحي قبل أن يكرمني برؤيتك"

"أحمدك يارب القلوب على رحمتك الواسعة بي".

" قاسم ما الذي حدث ذاك اليوم ?"

سألته وقد أدارت ظهرها له.

وقف بجانبها و أطرق برأسه..ثم قال بصوت تكاد تسمعه:

"لقد خذلتيني يا سارة!"

لم ينهي حديثه بعد حتى قالت بدهشة:

" الخذلان أنت من أسقيتني إياه يا قاسم ولست أنا"!

_سارة انتظرتك طويلا ولم تأتي!

_بل انتظرتك أكثر مما تعتقد وأنت من خنت موعدنا!

_كنت هناك عند الساعة 9:54 يا سارة!

_وأنا كنت هناك في الساعة 9:45

" فغرا فاههما بدهشة, وتوقفا عن الحديث..فقد كانت الأرقام في صراع!
 
 
/
كانا يحبا بعضهما كثيرا..ولكن الأهل لم يباركوا حبهما حتى ضيقوا عليهما..فقررا أن يتزوجا رغم أنف الجميع..أتفق معها أن يلتقيها في اليوم التالي عند المحكمة في الساعة 9:54صباحا كي يعقدا قرانهما,ولكن القدر عكس الأرقام في عقلها فظنتها 9:45!
كانا اتفقهما أن يكونا عند الموعد تماما وإن تأخر أحدهما دقيقة واحدة يعني أنه قد تراجع وانسحب!
وحين ذهبت هي للموعد ولم تجده ظنت أنه قد تراجع..فلم يسمح لها كبرياؤها بالانتظار!
كما أن صعوبة القرار والضغط الذي تسبب به..
جعلها تتخبط في عشوائية..وتسلم نفسها للظنون..
والتشكيك بمصداقيته..
لذا لم تعد له عذرا واحدا..في عدم مجيئة..وكأنها كانت
تنتظر تأخره كي تتراجع هي بعذر وهمي!!
عادت دون أن تلتفت للوراء لذاك الحب القابع خلفها والذي يتوسلها أن تبقى ل 9 دقائق فقط! لكن توقيت الأقدار لا تراجع فيه.
أتى هو للموعد وأصابته فاجعة الصدمة بحرارة كبرياء..وظن كهي تماما..وأخذ يتمتم في سره:لقد آثرت أن تقتل حبنا وتنسحب!
العجيب أنه لم يشم رائحة وجودها بين زوايا المكان!
لم تفشي الأشجار/الشارع/الطيور..سر وجودها قبل 9 دقائق!
فاستقل هو قطار الرحيل دون تذكرة رجوع!!
/
فحين نرتدي نظارة سوداء لتحجب عنا شمس مشاعرنا.. لا نعد نرى إلا ظلال وهمية من غرور كرامتنا..فنرتدي الكبرياء في لحظة خذلان..لنسحق حينها كل سنوات عشناها بذاك الحب..ونحولها إلى كومة سراب!
ننسى كل شيئ..ونتخذ أسوأ قرار..حتى نكتشف متأخرا أننا خذلنا أنفسنا قبل كل شيئ!
 
 
ومنذ ذالك الوقت..لم يجتمعا..حتى ساقهم القدر بعد 10سنوات لموعد (الصدفة) لذاك البحر العجوز!
يجران أذيال خيباتهم طوال سنوات غيابهم عن بعض..
ويحملان صورة لحبهما الذي ما فارق قلبيهما أبدا..
هو لم يتزوج بعدها..وسافر للخارج وكاد أن يستقر في الغربة..
لولا حنينه لـ الوطن..وطن الروح/القلب/وكل ما يمت له بصلة..
وهي دخلت مشروع خـِطبة لفترة قصيرة..ولكنه بـآء بالفشل كسابقيه..
لأنها كانت تبحث عنه في هيئات الرجال اللذين يطرقون بابها..
وبالطبع حينما تجدهم مشوهي الملامح عنه..تقرر بانهاء ما يربطها بهم..
وظلت هكذا..تتسلى بذكرياته..وبقايا من أشياؤه..لتكون لها..كـ زوج
في لحظة حنين و وحدة!!
فمن الصعب أن نحذف مشروع حب عاقرنا
كؤوسه حد الثمالة..وإن سار بنا العمر!
/
/
ومن يدري أي قدر آخر قد أعد لهم بوابة دخول لعالم آخر ربما لن تسعفهم الأرقام هذه المرة في الخروج منه!
/
هي لعبة الأرقام من يتحكم بسعادتنا..ربما نفشل وربما ننجح فيها,فقط اختر الرقم الذي يتناسب مع مقاس قلبك!!
/
/
انتهى.
 
 

هناك تعليقان (2):

  1. ليتنا نصبر قليلا على وعثاء مشاعرنا ونحاول ولو قليلا أيضا تجميع الشتات دون أن ننفخ في "قرب" الظنون المتصدعة . لكنا توضأنا الحب وصليناه دون نوافل.

    ردحذف
  2. الحُب يا خَالد ليس كما نَتصور نَحن. .
    صَدقني نحن لا نفقهُ في الحب شيء!
    :
    شُّكْراً لِـ وقتِكَ الذي اقْتَطفته لتقْرأني.
    تُسعِدني أنتَ دوما.

    ردحذف