الأحد، 15 أبريل 2012

صفاتٌ وراثية أخلاقية غير قابلة للتغيير!!





قبل هَذا الصَباح . . كُنتُ أَظُنّ أنّ البَشر قَابلين للتغَير
وان جِيناتهم الوراثية قابِلة للتحول على حسب المُعطياتِ التي حولهم
وأنّ مَقولتنا الشهيرة ( بو طبيع ما يجوز عن طبعه) ليست صحيحة!!!
لكنني بعد هذا الصباح . . غَيرتُ ظَني . .
وألغيتُ كُلّ الإحتِمالات الواردة في التغير !!
فـ الغني المُتكَبر يظل مُتكَبر مَهما مَرّ عليه أُناس تواضُعهم يَسْبِق كَلامَهم !
و المُتعَجْرّف يَظل مُتعَجْرّف مهما مَرّت عليه المصائِب !
والفَقير المُتسَول يظل مُتسَول حتى لو أغْدق الله عليه مَال قَارونْ !!
:
هكذا هُم البشر . . تَظل صِفاتَهم مُلازِمة لهم حَتى لو حاولوا التخلُص منها . .
تَظهر لهم في مَواقِف حتى يكْتشفوا أنّ اعْتِقادهم الزائِف بأنهم تخلصوا منها
ليس سوى وهم . . وكْذبة عَاشوا فيها وصَدْقُوها !!
أسْتَرّجِع اليوم كلام صَدِيقتي في السكن . . حينما كُنتُ أُراهِنُ على ابن مُديري _(الغني جداً )_
بِأنه يخْتلف عن عائِلته وبأنه مُتواضع . . ولا يهمه مال أبيه !
كَانت تقول يا صديقتي الغني يظل بهذا الغرور مهما حَاول أن يتنصل منه . .
قُلت لها ليس كُلّ الأغنياء هكذا !! أعرف الكثير منهم  تواضِعهم يجْعلك تشعر بالخجل أمامهم!
قَالت من كّان مُنْذ نُعومة أظَافِره هكذا فنعم .. أما من كَبر على الغرور / التكبر
فهذا يستحيل أن يتغير !!
راهنتها كثيرا على خطأ كلامها .. وقلتُ لها سأثْبت لكَ أن هُنالك " شّواذ" عن هذا الإعتقاد . .
لكنني اليوم . . أُعْلنُ انْسِحابي . .
أعْلِن أنّ ظني خَابْ . .
أُعْلِنُ أني كنتُ سَاذجِة حينما حاولت أن أُغير نَواميس الكون بِبرائتي / بسَاطتي !!
أعْلِنُ أنني (على نِياتي ) لحد الغباء المُفْرط!!
وأُعْلِن أني مَوجوعة مِن هَذه الفئة المُتكَبرة المَوبوءة بداء العظمة على (لا شيء لاشيء لاشيء )!!!!
من أعظم المصَائب التي قد يَمُرّ بها الإنسان . . أن يعتقد بأنه شيء . .
وهو صفر حقير .. لا يسمن ولا يغني من جوع. .
ويظن أنّ الكون كُله يدور حَوله . . وهو خَارج نِطاق المجرة أساسا!!
والأعظم أن لا يكون يَعي بأنه نَكْرة . . ويتعامل مع المخلوقات التي حَوله بأقل مما تستحق!!
:
اليوم . . واليوم فقط . . اكْتشفت أن الصفات الوراثية/ الأخلاقية  التي يكْتسبها البشر
من ذويهم / بيئتهم غير قابلة للتغير مهما (انطبقت السماء على الأرض)
إلا . . وإلا (فقط)
إن انْسَلّخ هذا "الآدمي" عن ذاته و صنع له ذات أخرى!!!
/
ألفُ سحقاً !

هناك تعليقان (2):

  1. هوني عليك يا عزيزتي :) قلتها لك ذات يوم "الاشياء تحافظ على كينونتها وما خلق ليطير سيظل يطير وما خلق ليزحف سيظل يزحف لذا لا تتصوري أن تمساحا سيطير أو أن صقرا سيزحف وهكذا هم الأحياء أيضا :)


    لا تنفخي طهرك في القراب المثقوبة :) تذكري ما قلت جيدا
    طينك اسمى وانقى من أن ينفق وقته في فعل ذلك

    ردحذف
  2. خَالد . .
    وهل لي سِواكَ "يُطَبْطِبُ" على حُزْنِي!
    صَدْقِني يا صَديق . . كَان كَلامِكَ كـ الحَكِيم يَقْرأ على اسْتِيائي
    مَواعِظه البارّه!
    إيه يا خَالد . .
    حتى سَماؤنا لمْ تَسْلم مِن غُبارهِمْ!

    ردحذف