الأحد، 15 أبريل 2012

نِداءٌ إلى " روحِي "

 
 
 
حَبيبي . . لنْ أَسْألكَ في أيّ زاويَة أضْع وجَعِي . .
ولا بأي صَدْرٍ أَدْفُن دَمْعِي ..
لأنّ نُوركَ يُبْصِر روحِي في عَتْماتِ الحُزن
المُمْتد لـِ أَقَاصِي الحُلمْ . .
ولـ أنّ سَمواتِكَ تُظَلل ألمِي . . وتَحْجُبَ عني
نُجُوم الهمّ في ليلِ المَآقِي !
:
"مَلاكِي الحَارِّس " . .
تُبَاغِتُني خَيباتِي . . و تَتَمرّد على صَبْرّي . .
ويُعَبِثُها الحُزنّ لـ يَرّسِم تَجَاعِيد الألمْ على وجْهِ أفْراحِي !
لا زِلتُ أحْفظ وصَاياكَ لي . .
ولا زالت أنْفَاس كَلِماتُكَ "تَنْفَخ" على حُزْنِي وتُواسِيني . .
وسُلّم حُبِكَ الذي وضّعْتَهُ لي . . لـِ أَرّتَقي إلى سَماءِكَ
كـ " نَبِية " أمَامِي . . لمْ أُزِلِهُ !
لَـكِنَنِي يا "رُوحِي " كَائِن لا يَسْتَطِيع العَيشَّ خَارِج خَلاياكَ !
ولا يُجِيِدُ التَكَيُّفَ إلا في أجْواءكَ . .
ولا يَنْمو إلا في تُرّبَتِ رُوحِكَ الخَصْبة !
فـَ كَيف أسْنُد ضَعْفِي . . وجِدار حُضُوركَ مَهْدُوم ؟!
وكَيف أصْهَر وجَعِي . . ودِفءُ شّمْسِكَ مَحْجُوبْ ؟!
:
آهٌ يا "كُلّ البدايات  . . ويا نِهَاياتي " . .
ما أقْسَى المسَافات حِينما نَكون رَهينين لـ وجْع انْتِظارّها . .
وبَيني وبَينكَ مسَافة من قَدَر !
كـ المسَافِةِ بَين رَصَاصَةٍ و قَتيِلها . .
هي ذَاتَها المسَافِة بين الموت والحَياة . .
بين الحُلم واليَقَظة . .
بين الضَحِكِ والبُكاءْ . .
وبينَ حُضُورِكَ وغِيابُكْ !!
ما أكْبَر المسافَات وأبْشَّعَها حِينما تَتعلق
 بـ قَلّبين . . بـ نَبْضَين . . بـ روحَين . .
بـ عَاشِّقَين . .
بـِنا يا حَبيبي !
:
مَوجُوعَةٌ أنا اليوم جِداً . .
طِفْلَتُكَ خَائِفة مِن هذا العَالم الغَرّيب . .
تَبْكِي بِـ صَمْتٍ . . وتَبْكِيكَ بـ حُرّقة . .
تَعالّ إليّ .. وضُمْنِي "بابا" . .
"دُسَنِي " . . ادْفِني في صَدْركَ . .
"هَدْهِدْ " حُزْنِي . . وابْعثّ روحِي ..
طُلَّ عَليّ مِن نَوافِذي . .
دَعْنِي أرى وجْهِكَ . . و "أتَمَسّح" بِه
لـِ يَتَبَارّكَ حَظي في هذه الحَياة !!
تَعالَّ يا " أَناي " . . فقد تَطَاول عُنُق الغِيابْ ..
افْتَح لي بَوابَات أَمْنَكَ . . بِلا مَدى . . بلا حُدودْ . .
هَبْنِي صَحْراءِكَ . . لـ أَرّتَدْي ثّوب غَجَرِّيتي . .
و أُسْمِعُكَ رَنين خِلخَالي !
حَتى تُمْطِر سَمواتِكَ . . وتُرّاقِص خَصْر حُبْي . .
وتُراقِصُنِي . .
اسْمع صَهيل خَيلي المُسافِرة عَبر تُخومِ الشّوق
يا فَارِّسي . . وامْتَطِيها . . و رَّوضْها هَذه المشَّاعر الجَامِحة!
:
يا "مُعْجِزَتِي " . .
ابْنِي لي صَرّح على عُرّوشِّ المَاءْ . .
و اعْبُر بِي . . لـ أَكْشّف عَن سَاقيَّ اللهَفْة
في صّرحِكَ المُمَرّد . .!
/
آخِر الشهقات وقبلّ انْطِفاءاتِي :
أَحْتَاجُكَ حَبِيبِي جِداً

:
سَلامٌ لـ رُّوحُكَ في وطَنٍ/ بَلدٍ  يَبْعِدُنِي عَنْكَ !




هناك 8 تعليقات:

  1. يكفي ان تعلمي أنه كلما نظر للوراء رآك ممتدة كالمسافة وكلما نظر إلى امامه رآك ممتدة كالمجرة

    ما أجمل الحرف حين تكتبه ملائكية مثلك

    ردحذف
  2. خَالد أيها الغَالي . .
    مُؤمِنةٌ أنا بِه جِدا حد التَصَوف في مِحرابِه!
    بَعثَهُ الله لي ملاك يَحْرُس أحلامِي . . وغَفْوة طُفولَتي . .
    أكْتُب وهو مَاثِلٌ أمَامي كـ الآلهة . . أُقَدِسُها
    وأتْلو صَلواتِي قُرّبَانا !
    وأَعْلم أَني مَعهُ بِرغم المسَافاتِ الفاصلة والحُدودِ الجُغْرافِية التي تبعد جسدينا لكنها فشلت في بُعد روحينا!
    حتى الوقت يا خَالد . . حتى الوقت بِرغم تفَاوت الساعات بيننا وبينهم . . إلا أنّ عَقَارّب ساعتينا تَوحدتا . . فَكنا نَسير في ذاتِ الوقت رغمْ أنْف البُعد!!
    أتعلم . . بـِ أني أسْجُد لله شُكْراً على هذه الهِبة!
    أرّسَلَه لي . . لـ يَهْدي مشَّاعِري للطريق المُسْتقيم في الحُب . .
    بَعد أن تَفرّقت نَبَضاتِي . . وألحَدتْ بـ الحُبْ !
    " فـ اللهمّ لكَ الشُّكْر ولكَ الحَمد كما ينْبَغِي لـِ جَلالِ وجْهِكَ وعَظِيم سُلطَانِكْ "

    ردحذف
  3. تَذكرّتُ تَوقيعَ أحدِهِمْ :
    (يجب أن نبقى حتى ننثر الملح على جروح الذاكرة)
    وَلنْ نَبقى يا عِطرْ حتّى نَجِدَ شخَصاً
    كَـ مَلاككِ :)
    ذَاتَ يَباسٍ بَللّهُ هُو ..
    قُبُلاتِي لِقلبكِ :وردة:

    ردحذف
  4. ازْرِقاق المجْهول . . مَرّيَمَتِي . . حبِيبتي
    حقاً ذات يَبَس بَلله هو :)
    اللهُ وحده يعلم مقدار السموات التي خلقها لي لأحلق فيها
    و كم روح تناسخت في داخلي من روحه..
    يا غالية . . شكرا لوجودك هنا تنثرين الحب والزهر

    ردحذف
  5. حبيبتي ...
    قريب أنا منك رغم تلك الفواصل الخضراء التي تحول بيني وبينك
    رغم تلك التلال والسهول والجبال إلا أن لحنك يسكن بداخلي
    وتغريدك لقلبي يوقظني كلما تنفست صباحا بنكهتك أو عانقت مساء برائحتك

    ما يبعد شبح الشعور بالغربة أنك موطني ومدينتي وساحلي
    مدائن عينيك لا تزال تسكنني منذ أن عانقتهما طويلا في لحظة صمت وسكون
    وأنفاسك تختلط بأنفاسي كلما شممت عبير ورد أو ذا زهر أو حبر حرف


    لا تشعري بالفقد حبيبتي
    فأنا قربك أسمع وأرى
    أنا معك أينما وليت وجهك تلقينني
    أنا نبضك
    شجنك
    لغتك
    حرفك
    لحنك
    وأنفاسك

    عانقيني ليلا ودثريني سحرا وضميني صباحا
    تجدينني معك ، أتنفسك ، واشاغبك
    واسكن حناياك


    لا تبتئسي بابا
    فثمة لقاء قريب
    يمد جسور الحضور
    ويمسح ألم الإغتراب


    ملاذ

    ردحذف
  6. قِيثارة . . ما أجْمل هَذا الحَرّف المُنْسَكِب مِن قَارورةِ
    الجَمال . .
    تَنْبُتُ على إثْره جَناتٍ
    وتَسيل مِنه أودية وأنْهار !
    :
    همْسة :
    (الفواصل الخضراء ) . . ذكْرتني بموضوع قَرأته لـ أحدهم
    مُنذ سنوات . . :)
    :
    امْتِناني العَمِيق لـِ وجُودكْ .

    ردحذف
  7. سبحان الله
    قد تتوارد الخواطر
    أنا اقتبستها من كاتبة بحرينية رائعة تدعى "فاتن"
    فأصبحت أستخدمها في تعليقاتي
    لما تحمله من تضمين للجمال

    لربما أكثرت هطولي
    ولكن هكذا هو الحرف
    يبحث عن زهرة يمتص منها رحيقه :)

    ملاذ

    ردحذف
  8. بل أنا أَودُ أنْ أَشْكُرُكَ على الذِكْرى الجَمِيلة :)
    تَوارد الخَواطِر والجُمل تَحْدُث كَثيراً . .
    وشّخْصِيا تَحْدث معي بلا حَدْ !
    /
    هُطولُكَ عَامِر وارِف . .
    سَعِيدةٌ أنا بِه جِداً.
    حَفِظكَ الرّب الرّحِيمْ .

    ردحذف