الأربعاء، 5 يونيو 2013

مقَاطِع تَائهة :


                                   



 إلى غَريبْ :  
::

هَل كُنتَ تُدْرِكَ أَنكَ حِين كُنتَ تُقْبِل عَليّ
تَأتِي بـِ الـ حَياةِ فِي حَقَائِبِكَ ؟!
وأنَكَ كُنتَ تَزْرَع الفَرح عَلى جَبِينِ أَيامِي
فـَ يَنْمُو بـِ وِفْرةٍ فِي أَراضِي حُزْني؟!
يـَا أَنتَ . . كُنتَ القَاتِل الحَقِيقي . . 
لـِ جَواسِيسِ الكَآبة . .
::
يَا غَريِبْ . . 
لَمْ تَكُن لِي . . وكُنتُ أَقْتَات مِنكَ بـِ الخَفاءِ . .
كُنتُ أَتَشَبَث بِكَ بَعَدَ أَنْ كُنتُ وحِيدة فِي صُلب
الـ حَياة . . _ ( تَخَلى عَنِي كُل شَيء يَوم أَن مَارس
الـ غِواية ذَات لَيلَة مُومِسْ فِي حُضْنِ الرّغبة . . 
غَرّسَنِي القَدر فِي رَحمِ المَجْهول ) _ !!
ولِدْتُ أَنا كـَ التَائِهين مِثْلِي . . 
يَبْحَثون عَن وَطَنٍ . . وغُربَتُهم وَطنْ !!
و أَحَلامُهم مَطارات سَفْرٍ . . 
ودُموعُهم تَذاكِر !!
كنتُ أَصْرُخ فِي عُمْقِي كُلما زُرتَنِي صَباحاً . .
_ حِين تَتوقف عَقارب السَاعة عَن الهَرولة _ . .
أَنْ خُذْنِي إليكَ . . أَنا لا أُرِيِدُنِي !
لـَكِنكَ كُنتَ تَبْتَسِم وتُولِّي ظَهْركَ وَجْه الرّحِيل.
وأَثُور حِينها حُزْناً وسُخْطاً . . لـِ واقِعٍ
يَرفُض أَنْ يَنْسُبُنِي إليكَ . . حَتى لو بـ التَبَني . .
وتَضْحَكَ أنتَ . . كَيف لـِ صَغيِرة مِثْلي أَن تَثور . . 
وما عَلِمْتَ أن حَتى التُراب يَثور حِين يَسْأم ظُلم الأرض!
::
امْتَطَيتَ الـ غِياب كَـ بَقِية الـ عَابرين . . 
واسْتَلقى الحَنِين _ الـ ثَقِيل _ عَلى صَدْري . .
و وحْدَتِي قَبْري . . و صَمْتِي صُندوق حَكَاياي!!
لَمْ أَكُن أُريد سِوى بِضع وقْتٍ يَجْمعُنِي بِكَ
لـِ أُريكَ صُورة قَدِيمة لِي . . كَبْرتُ ولمْ تَعُد تُشبِهُنِي!
تَعِبَت يَداي . . 
وتَصَحر قَلبي . . 
وأنا لستُ مًعِي !
""
" يا غَرِيب . . كُنتَ اليَاسَمِين الذي يُغَطِيني . . فـَ ذَبُلْ !! "

::

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق