السبت، 12 يناير 2013

أَبْجَدِيةٌ عَلى خَاصِرةِ الـ ثَرّثَرةِ !

:
مُنْذُ الـ حُلم الأخِير لي . . لَمْ أُمارِس الـ بُكاء وأنا أَتَوسَد طَيفُكَ الـ عَابِث بِـ ذَاكِرتِي !!





//


رأَيتُكَ وأنتَ تَسْتَرِق السَمْع لـِ " وَشْوشَات " رُوحِي


التِي كَانت تَنْسُجُكَ مِن خُيوطِ الـ لَيلِ . .


و تَقْطِف ضَحَكَاتِكَ مِن سَماءِ الوحِدةِ . .


لـِ تَغْرُزُها فِي وِشَاحِ الـ حَنِين !!


تُهَرِولَ فِي دَهَاليِزَ عُمْقِي . . تَاركِا آَثَارِ خُطْواتِكَ


عَلى مَمَراتِي السِرية التِي يَحْرُسُها جُنود الـ نِسْيَانْ !


تَخْدُش بـِ أَظَافِر حُضُورِكَ وَجه المَرايا فِي قَلبِي . .


فَـ يَتَكْسر زُجَاج الحُبِ . . وتَبْقى أَطْراف المَرايا خَاوية مِن كُلها . .


إلا مِن بَقايا صُورتِكَ المُلتَصِقة بِها وأنْتَ مُبْتَسِم !!


لـِ يَتَمَازَج شَوقِي مَعها . . ضَارباً بـِ غِيابِكَ عَرّض الذِكْرى


مُسْتَحضِراً تَفَاصِيلكَ الدَقِيقة بـِ طُقُوسٍ مِن لَهْفَةٍ فَاتِنة


تُغْرِي ذَاتِي عَلى التَعرّي مِني . .


مُتَمَاهِية بِكَ أنتْ !!




//


هَكَذا أبْتَدِيكَ يَا أَيُها الـ غَائِب . .


اقْرَؤُكَ قَبْل نَومِي لـِ أَعْقُدُكَ عَلى طَرفِ احْتِياجِي . . .


وأَنْفُثُكَ عَلى كَامِل جَسَدِي . .


وأَنا قَاب حَنِينٍ أو أَدْنَى مِن وَلهْ !


وهُنَالِكَ أَسئْلة حَبْلى بـِ مسَافاتِ الأَقْدَارِ بَينَنا .


و صَوتُكَ المُسَّجَى عَلى أَريِكَةِ الرّغْبة يَطْحَنُ تَجَاهُلي . .


ويَذْرُوه فِي عَين العَتَبِ . .


لـِ أَلتَقِيكَ عَلىَ حَافَةِ مَوتٍ مُؤجَلٍ . .


فـَ تَمُد لِي يَدَكَ المُلّطَخَةِ بـِ الرّحِيل . .


تِلكَ اليَدِ هِي ذَاتَها مَن لَطَمَت وَجه وفَائِي ذَات جَفاءٍ مِنكْ !!


وأَنا لا أَمْلِك حَولّ قَلبِي ولا قُوتِه كَي أَرّدَعهُ عَنْكَ . .


وأَكُفه عَن صَدَقَة وجُودِك بـِ قِطْعَةِ حُلمٍ " يَابِس" لا يُسْمِن ولا يُغْنِي مِن حُب !!


( حَتى وأنْتَ تَأْتِيني فِي لَيلّي . . مُمْتَطِي ظَهْر أَحْلامِي . .


يَصْحو شَوقِي بَاكِياً . . وقَدِ اشْتَعل رأْسُه شَيبا . .


لـِ يَتكِيء عَلى زَوايِةٍ الأَلَم . . تُدَثِره دَمَعات القَلّب ! )


مَا أوجَعكْ !!


//


ذِكْراكَ تُخْرِس تَنَهُداتِ حُروفِي . .


و تُجْهِض أَبْنَاء الـ نِسْيان اللذِين أَنْجَبْتُهم مِن رَّحْمِ الـ غِيابْ . .


ذِكْرَاكَ تُجْبِرُنِي أَنْ أُمَارِس خَطِيئةِ الصَمْتِ حِين تَجْتَمع حُشُود الوجَع . .


عَلى صَدْر ورّقَة بَائِسة . .


تُطَوقُنِي قُيود مَعَانِيكَ التِي هَرّبَت مِن قَوامِيِسَكَ . .


فَتُرِجِع أَنْفَاسي إِلى رِئَةِ الأَبْجَدِية . .


وأَنا أَخْتَنِق بـِ البَوح !!


//


هـَ أَنا ذِي أَنْصَبُ لَحظَةِ ضّعْفٍ فِي مَجْرى أَحَادِيثِكَ السَابِقة . .


لـِ أَترّنَح لاهِثة فَوق طَنِين صَوتِكْ . .


وأَغْرُس اليَأس فِي غِمْد إِيمَانِي . . وأَنْسَلِخ مِني تَمَاماً . .


لـِ تَعْبُرِني آلِهَتَك بـِ خُشُوع . .


وأغْدُو فِي عِدَادِ المَيِتين . . تُشّيِعُنِي دُمُوع المَارّيِن بِجَانِب لُغَتِي " الأَرمَلة " !!


//


كُنتُ قّد نَويتُ أَن أَحُجَ فِي عَامِي المُنْصَرمِ إِلى دِيَار الغِياب المُقَدَسَة . .


أَنْ أَطُوف حَول روحِكَ طَوافَ الودَاع . .


وأَنْ أَعَاهِد الرّب أَمام جُمُوع المُصَلِين مِن حُزْنِي . .


أَنْ لا أَعُود إليكَ . .


وأَنِي تُبْتُ مِن عُقُوقِي لـِسَعَادَتِي . .


وأَنِي تُبْتُ مِنكَ تَوبَة نَصُوحا . .


لَكِنَنِي صُدِمْتُ بـِ عَجْزِ اصْبع وفَائِي


بِرَفْع التَشَّهُدِ نَحو المَاضِي . .


وأنّ لِسَانِي لَمْ يُلّبِي . .


وأَن قَلّبي لَمْ يُحْرم فِي مِيقاتِ النِسْيان . .


وأنْ تَوبَتِي لَم تَكْتَمِل أَرّكَانِها . .


ولَمْ أَرُّد مَظَالِم حُبِكَ لكَ . .


فَكَانت حَجْتِي بَاطِلِة . .


بَاطِلة . .


بَاطِلة . .


//


نِهَايةِ حُلُمِي . .


أَنَكَ لَعْنَة لَن أُشْفَى مِنها ما حَييتْ . .


وأَنَنِي فَقَدْتُ عُذْرِية قَلّبِي مَعَكْ . .


وأَني فَقَدْتُنِي فِيكَ ولَمْ أَجِدُنِي . .


وأَنَكَ وشّمْتَنِي بـِ هَويِتَكَ فَصِرّتُ لكَ . .


وأَنَنِي ظِلعٌ أَعْوَج لا يَسْتَقِيم إلا بِكْ !!




//





(كُلّ " البَعْثَرّةِ " التِي كَانَت أَعْلاه , بَعْد أَنْ فَاضَ الشَّوق . . وجَرّف صَبْري مَعه !! )

:

هناك تعليقان (2):

  1. رائعة جدًا حد الثمالة والإمالة ،

    تابعتكِ لفترةٍ بصمت ، بعد أن أُصبتُ بإدمان حروفكِ ، وتعويذاتكِ.

    تتحدثين بصدق ، وتكتبين بصدق ، روحكِ تتسم بالصدق ، وكل شيءٍ فيكِ صادقٌ ، نقيٌ.

    تابعي ، وليكن الربُّ معكِ.

    ردحذف
  2. عبْدالله الفَزاري . .
    /
    أَنا لا أَمْلَك إلا الإبْتِسَام طَويلاً عَلى هَدا العُبور المُتْرف
    عُذُوبَة . .
    سَحَائِبكَ تُظَلل نَصِي الصَغِير . .
    وتُمْطِر الألقْ ,
    لكَ عِطْرٌ لا يُؤجِله الـ نِسْيان.

    ردحذف