الأحد، 24 فبراير 2013

سَرادِيبُ الغِيابْ





" هَذِهِ المَرّة أَكْتُب كَـ مُحَاوِلةٍ أَخِيرة . .
لـِ اسْتِدْراجِ الـ حَنِين خَارج نِطاق القَلّبْ ! "






مُنْذ الرّحِيل الأَخِير . . والبُكاء يَسْكُن تَحْت أَبْجَدِيتي . .
ولا شَيء عِنِدي سُوى مُمَارسَة الذِكْرى عَلى حَافَةِ _ حَنِينٍ _ جَارِفة !
قَبْلَكَ كُنتُ عَاجِزة عَن فِعل أَي شَيء صَغِير دُونَكَ . .
حَتى ’ أُحِبُكَ ’ كُنتُ أَحْتَاجُنِي فِي مَعِيتَكَ لـِ أَقْتَلِعها مِن قَلبِي لكْ . .
أَما بَعَدْكَ . . رُغَم أَنِي فَارِغة مِن كُل الحَياة . . و أَصْبَحتُ واحِدة . .
إلا أَنَني أَمْتَهِن كُل شَيء . . فِي لَحْظَةٍ واحِدة :
أَسْتَحِظر ذِكْرَياتِكَ . .
وأَتَلو كَلامِكَ . . وأحَدِث طَيفَكَ . . و أُرَدِدَ صَوتُكَ الذِي أَحْفَظه عَن
ظَهرِ حُب . . وأتَسَربل بـِ البُكاء . . !
مَن يُخْرِجُنِي مِن سَرادِيب الحُزن بَعدكْ ؟!!

/

مِن نَوافِذ الشَّوق . . أُراقِب ظِلكَ . . عَلّي أَراه بين
الحَشد الكَبير مِن الأوهَام !
أَقْتَفِي أَثر صَوتُكَ فِي قَارِعاتِ الأَيام . .
كُلّ شَيء فِيّ يُفَتِش عَنكَ . .
ولا أَجِد إلا بَقايا رَماد مِن سِيجار حَضُوركَ فِي أَحلامِي !
يَخْنُقُنِي هَذا الرَّحِيل الذي انْتَعَلتَهُ . 

قَليلٌ أنتَ كُنتَ بهُطولِكَ عَليّ . .
كَثيرٌ جِداً بـِ غِيابكَ !

:

أَلِجُ ذَاكِرتِي خِلسَة فِي كُل لَيلة . .
فَـ يَضْبِطِـُني ضَجِيج الفَقْدِ مُتَلّبِسة بِكْ
وأَنا عَارية أَمَام مِرآت ابْتِسَامَتِكَ . .
تَتَقَاطِر مِن جَسَدِ ذَاكِرتِي حَبات عَرق الـ لَهْفَة
و روحِي مُثْخَنة بـِ الصُراخ !!
:

لا تَبْتَعَد . .
فَلقَد فَشِلتُ فِي فَرّضِ الحَياةِ عَلى روحِي بَعْدكْ !
لا تَطْعَن حُبِي بـِ فِراقِكَ . .
لستُ قَادِرة عَلى تَرتِيبِ الفَرحِ فِي رُفُوف الأَمِل !
وسَعَادَتِي قَدْها الغُرباء مِن دُبْرٍ !!
لا تَرَحل . .
حُبُكَ نَائِم بـِ صَدْري . . مَن يُوقِف طُوفَانَهُ إِنْ اسْتَيقظَ ؟!
:

تَعال ولو لَحْظة شُرودٍ عَابِرة . .
فَـ عَويِل احْتِياجِي لكَ يُرهِبُنِي . .
وصَهِيل وجُودِك بـِ كُلي يُرهِقُنِي . .
تَعال لـِ تَضُمَنِي مِن هَذا الصَمتِ المَاجِنْ !!
خُذْنِي . . فـَ أَنا مَنْفِية مِن أَوطانِ الحُب !!
/

حِين يَخْذِلُـنِي " نِدائِي العَاري " لكَ . .
تَتَساقَطُ أُمْنِياتِي كـَ العُرجُون القَدِيم . .
وأَمَلِي بِكَ " عَبس وتَولّى " !!
وأَسْتَوي أَنا عَلى أَرضِ الحُزن . .
وجَفاءكَ كـَ رِيحٍ صَرصَرٍ عَاتِيةٍ
تُبَعْثِر مَا تَبَقى لِي مِن ثِقة !!
ولا " صَبر مَعي يُمارس غِواية الإنْتِظار "
/



" مَا يَغْفر ذَنْبَ الغِياب . .
إلا كَفارة مُغَلّظَة مِن نِسْيَانْ !! "







هناك 4 تعليقات:

  1. لله درُ غيابٍ فعل بكِ كمثلِ هذا فعل !

    رحيله الأخير توسّد عرش قلبكِ ، وأثار نبض قلبكِ وسرّعه ، فلا عينكِ قرّت بعودته ، ولا روحكِ تتحالفُ مع قلبكِ لنكرانه ونسيانه !

    تشبيهاتكِ جداً بليغة.

    و لغتكِ جزلة و غزيرة.

    لذا . . لا تحرمينا من هكذا حُضور أيتها الآنسة الحالمة.

    ردحذف
  2. الأَنِيق دَائِماً : عَبدالله الفِزاري . .
    حِين تَمْتَزِج مَشاعِر الغِياب . . مَع حُضُوركَ المَخمَلي ,
    تَرّتَسِم الأَمَانِي الجَمِيلة عَلى جُدْران روحِي . .
    فـَ تُغَني السَعادة وهِي مُرتَدِية نُوركَ بـِ لَحنٍ مُنْفَرد.

    ودِي العَالي.

    ردحذف
  3. ما اجمل مداد هذا القلم الوضّاء
    شكرا عطر حالم

    ردحذف
  4. مَرحَباً بِكَ كَبيِرة أُستَاذ سُلطان . .
    يَتَقَاطَر الأَلق إِثْر خُطاكْ . .
    مُمْتَنةٌ جِداً.

    ردحذف