الاثنين، 4 فبراير 2013






كتاب حوى بداخله الحقيقة المرة بإسلوبه الساخر المبكي
والمُتأمل في مَعانيهِ سيجد أنّ الكَاتِب
وضَع يَده على الجُرح الذي لا زَال يَنزف في أُمتِنا العربية!


الكاتِب : جَلال نبيل طَويلة
هو رئيس تحرير جريدة نينوي نيوز
عضو اتحاد كتاب العرب
إجازة في الصحافة والإعلام من جامعة دمشق
عضو مشارك في جمعية مراسلين بلا حدود
حائز على دبلوم في لغة الإختزال
وغيرها الكثير التي لا يحضرني ذكرها
سوري الجنسية.

لديه اصدارات أخرى وكذلك الآن يطبع كتيبه الذي
كَثف فيه المُنحنى السياسي

حِينما أعطاني هذا الكتاب (اذا استنطق الحجر)
قال لي ستجدي فيه عالمنا المتسارع
خصصته ليواكب عصر التكنولوجيا والسرعة التي نعيشها
لذلك جاءت نصوصه قصيرة وسريعة ومباشرة

حينما قرأ لي بعض نصوصه قلت له ممازحة
هذا الكِتاب مُلغم ومُوارب ولكن اللبيب لا يَفوته ذلك
قال لي فيه رسائل لن يفهمها أي قاريء
كتبتها لأخص بها طبقة معينة !!
قرأ لي بعض نُصوصه مِن كِتابه الجِديد
قُلت له هَذا غارق في السياسة تِلك الأنثى العاهرة
مهلكة الشعوب..ألا تخشى على حالك؟
قال لي بثقة : أنا لا أخاف
أنا إنسان حر ولا يسجنني خوفي!

هذا الكَاتب يجري في دمه السلام والحرية التي يأبى
أن تُسلب منه
لذلك جاءت حروفه مِثله تَماما!!
جَريئة وقوية.

قال محمود درويش عنها :

" قرأتُ تلك التجليات يا عزيزي جلال
فتجليتُ معها وعشق وطنيتي في غربتي..
أتمنى أن تجمع الأمة العربية كما جَمعت تلك المعاني الراقية "
يقول الفاضل جلال في مقدمة كُتيبه :
(هذه المجموعة ليست شعرا وليست مقالة أو خاطرة ولا حتى رواية
ولا تخضع لأي لون من ألوان الأدب
المعروفة لديكم . . إنها تجليات تحمل من آيات النفس كل الصدق وكل الأمانة
وفي ثناياها يختبىء الواقع الحزين المبكي والسعيد المنتصر .)


وفي غلافه كتب :

( ماذا حدثني عنك قلبي
وماذا أورثني عشق ربي
حب لك وحرية إليك
وصوت وقلم وأوراق تنثر حولك
أحبك يا وطني )



:
في هذا الكتيب الذي لا تتعدى عدد نُصُوصِه الـ 78 نص


تجد الأم
والزوجة
والحرية
والحزن
والحب
والأمل
والغضب
والوطن
حاضرون!


تقرأ النص فتشعر أنه يتكلم عن كل أولاء دفعة واحدة


جاءت نصوصه مباشرة بسيطة المفردة
سهلة المعنى
متواضعة موسيقى ووزنا
غير متكلف فيها . .
لا تشبه الشعر العمودي ولا التفعيلي
ولا حتى النثر
هي خليط من هذا وذاك
هي لون جديد


تقرأ في معانيه الوطن الملوث بأرواح الخونة
تجد أم تبكي على صغارها
وشجرة تحن لأرضها
تجد الحرية تطالب بالعدالة!


بالرغم من أنني لا أحب الكتابات الجامدة لكن هذا الكتيب
جعلني أعيش حريتي و عروبتي حد النخاع!


يقول في أحد نصوصه والذي بعنوان " أنا أفكر فأنا مفقود ":


( إياك أن تلمس بيدك الماء . .
فالماء تدنس بإصابعك . .
وحاذر لأن ترنو النور فالنور يبهر أعينك
أبقى محشورا في أبدية زنزانتك ..
مختبئا كالنعامة في قفصك ..
وفضيحتك أمست أوسع من سجنك في كل يوم تكبر
وتكبر معها مخاوفك..
فما دام التراب من ينبت القمح والسماء
من تسقيه فلا تستغرب لأن يدعونك لتناول حفنة من التراب يوم غد !!)


//


يقول في مقطع بنص آخر بعنوان : الحق 


" فمالك ليس لك .. ومالك كان لغيرك
وغيرك غير غيره
وضاع من لوحة الوفيات حتى . .
وعندما لاح طيف حقك في حلم غيرك
قتل ضميره ورثا حلمه وأباح قتلك
حتى لا يعلو صوتك !!


:


وحقا حين اختار عنوانه : إذا استنطَق الحجَر !!










انتهى






مقتطفات من الكتاب:





من نص : فوضى 

من خلف الأبواب تنادي بصوتك لتسمعك المعمور
بأسرها بحق لم يمت ما دام
مطالبه على قيد الحياة . .
والحياة أسيرة . .
مكبلة بالأغلال منصاعة لأوامر الأسياد . .
هؤلاء من خلف هباب أفران التنور ظهروا . .
ومن ثقب في رغيف يابس نظروا إلى الواقع الجائع
وتلك الكنزة المرقعة على الأكمام قد استبدلت برداء ملكي
وربطات عنق وكلاب حراسة
وسيارات لا توصف .


//

من نص : الكاهن والسلطان 

"وكان الكهنة المتملقين للحكم وعطايا العروش . .
أصحاب الختم
لكل أكاذيب الحاكم فهم من يمهروا
شرائعة وتدجيله وهذيانه ..
فتلازمت التيجان رؤوس كليهما
والجواهر باتت طعام كل منهما
والسواد هذا الذي اعتادا انتعاله منذ البدء
لن يبدلاه مهما طال عمريهما فبات الكاهن والسلطان
متلازمان كتلازم المجرفة بالحفرة "


//

من نص : طبقة وسطى
" قد خلعوا العلم ودثروا به أطفالهم الجياع
وأعلنوا الحداد على وطن ضاع منهم
عندما نفذ الحليب من زجاجة ذاك
الخدج الذي مات مع وطنه في نفس المهد "


//


من نص : الليل

" أسميتك صديق الرحلات والأمطار
يا مدفن الأسرار في جيوبك الممزقة
بحكاياتك نسير صما
وبعيونك الكثيرة نمضي
تأملا بين كفي الله "


//

من نص : الوجوه

" مفردات الرسم أوراق وألوان وذكريات
ولغة الموسيقى نوتات وإبحار وتأملات
والوجوه لغة القدر والمصير "


//

من نص : خيمة الأنس

" هم اغتالوك في الظلمة لأنهم لا يريدون رؤية
رسوماتك . . بصماتك
لغتك المحنية لا يفهمونها فهي تخيفهم أكثر
من مومياء متحركة
أولادك بعدد رمال البحر يا ناجي
هكذا وعدك الرب "


//

من نص : الموسيقى

"معبودتي بين أضلاعي تقطن وتبكي خيرات السماء
لتصنع تمثالي من وحل
صنما يكلل كل العبادات والشرائع.
تركع القلوب وتركع الأسياد جاثية على قبر
لا يحوي أموات. "


//

من نص : زوجة

" سرب من إوزة . . وإشعاعات في كل
الفضاء من قرص الشمس
وملائكة وشياطين وإنسان من آلهة . .
وبكاء وغمزة وتلميحة وبعد وسخف
وعمق واضمحلال
كلها تسكن في طرفة عين
وتلك العين هي الزوجة "

:








هناك تعليقان (2):

  1. كتابٌ بديعٌ رائع !
    أشعرني برُقيّ فِكر كاتبه وبــ همه تجاه الأمّة العربية.
    ناهيكِ عن أنه كان ذكياً وجمع كل تلك الأطياف بين وريقات تحضنهنّ دفتيّ كتاب !

    هذا النوع من الكتب يُماشي عادةً جميع الأذواق وإن اختلفت !
    قراءة ممتعة أيتها الأنيقة ..
    ثم كوني بخير وسُمو.

    ردحذف
  2. شُكراً لـِ مُشَاركَتِي عبدالله.

    انْهَيتُ الكِتاب حِين وضَعْت مَوضوعي عنه هُنا. .
    الآن انْتَظِره أن يُحْضِر لي مَجْمُوعَتِه الثَانية.

    امْتِناني

    ردحذف