الثلاثاء، 10 يناير 2012

الـ حُب . . في بِيُوتنا !

*الحب سر الله الذي يتفجر بالمعاني كل يوم .. وفي سره لمحة من قدرة الإله القوي اللطيف ..
وهو وحده من يملك هذا السر
( وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ) ..
*آيات الحب/محمد إلهامي


والحب هو روح الشعور.. ولب العلاقات الإنسانية..
وأساس التواصل على مر العصور..
كيف لا..وقد قال الله في محكم تنزيله
"فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ" [المائدة:54]...
فكان الحب الإلهي بين رب القلوب والعباد..
هو سر التواصل الروحي بين العبد وربه..
والحب فطرة ..وهبنا إياها الرحمن ..وقذفها في قلوبنا..
فكان هنالك حب الزوج لزوجه..والآباء لأبناهم..
وحب الأخوة..وحب الأصدقاء..
وغيره من الحب الذي يحتاج إليه كل مخلوق بشري على هذا الكون..
مهما اختلفت ألوانهم وأجناسهم..
فهو كالطاقة التي تدب في الجسد البشري..
وتجعله أكثر نشاطا وإنتاجا..
واستجابته للحياة أسرع وأكبر.


* والبيت هو المركز الأساسي لتكوين أو زرع الحب في قلوب الأبناء
اللذين سيكونون دعامة وأساس المجتمع فيما بعد..
لذا كثر الحث على ضرورة إحتواء الآباء لأبناءهم عاطفيا..
فمتى ما وجد الحب في المنزل كان ذلك كواق ٍ للأبناء
ولكافة أفراد الأسرة من شبح الحب الزائف الذي يلجأ له أبناءنا
بعد أن يفقدوا الحب الصادق في منازلهم.
والحقيقة تقول بأن الحب موجود في المنزل..
فلايوجد أب أو أم لا يحبون أبناءهم..
ولكن المفقود هو التعبير العاطفي لهذا الحب..
التعبير هنا أقصده..
الفعل الذي يبث مكنونات المشاعر إتجاه من نحب..
فكيف سنفرغ المشاعر المكبوتة في قلوب أبناءنا المراهقين
إن لم نسمح لهم بالتعبير عنها لنا نحن الأباء..
وكيف نشبع عاطفتهم إن لم نزودهم بجرعات من الكلام العاطفي
الحنون الذي..يبث الطمأنينة في قلوبهم!!


والعجب كل العجب من تلك القلوب القاسية إتجاه فلذات أكبادها..
فنجد الأب يتعامل مع ولده الذكر بكل خشونة وقسوة
ظنا منه أنه يصقل رجولته هكذا..
وهو لا يدري بأن أبنه يحتاج لحبه وحنانه أكثر من قسوته..
والعجب من تلك الأم التي كانت من المفترض أن تكون منبعا للحنان في المنزل..
فتتحول بجهلها إلى منبعا من الرعب في عيون أولادها..
تعنف هذا وتقسوا على تلك..
وفي كلا الحالات ماذا تكون النتيجة سوى
ضياع الحب الصادق بين أفراد الأسرة..
والتشتت العاطفي لدى الأبناء..
ومن المعلوم أن السبب الرئيسي لإنحراف الأبناء
وإتجاههم إلى العلاقات المحرمة هو غياب الحب في بيوتهم..
فنجدهم يشعرون بفقد عاطفي
أو بالأصح يشعرون بالجوع العاطفي في منازلهم
سواء من والديهم أو اخوتهم..
فيلهثون باحثيين ليشبعوا عاطفتهم من أي مصدر كان!
ومتى ما صادفهم من يوهمهم بهذا الحب يسلمونه أنفسهم بلا تردد
ظنا منهم أنهم وجدوا ظالتهم معه!
فيقتاتون من الحب الزائف..
وتضيع كل المفاهيم الصادقة في زخم هذه المعمعة الكاذبة..
وبعد فوات الأوان نكتشف بأننا كنا السبب في ضياع أبناءنا..
كيف لا والحب هو العنصر الأساسي لنجاح أي علاقة!


ويقول د. ميسرة :* أنصح الآباء و الأمهات أن يكثروا من قضايا اللمس .
ليس من الحكمة إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكون وهو على كرسين متقابلين ،
يُفضل أن يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه
(اليد اليمنى على الكتف الأيمن) .
ثم ذكر الدكتور طريقة استقبال النبي لمحدثه فيقول :
{ كان النبي صلى الله عليه وسلم يلصق ركبتيه بركبة محدثه وكان يضع يديه
على فخذيْ محدثه ويقبل عليه بكله } .
وقد ثبت الآن أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود
وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات .
فإذا أردتُ أن أحدث ابني أو أنصحه فلا نجلس في مكانين متباعدين ..
لأنه إذا جلستُ في مكان بعيد عنه
فإني سأضطر لرفع صوتي ورفعة الصوت ستنفره مني ]
وأربتُ على المنطقة التي فوق الركبة مباشرة
إذا كان الولد ذكراً أمّا إذا كانت أنثى فأربتُ على كتفها ،
وأمسك يدها بحنان .
ويضع الأب رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب
و الأمن والرحمة ،ويقول الأب أنا معك أنا سأغفر لك ما أخطأتَ فيه*



وقد قبّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيه
إمّا الحسن أو الحسين فرآه الأقرع بن حابس فقال :
أتقبلون صبيانكم ؟!!
والله إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحداً منهم !!
فقال له رسول الله أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك!



نستدل من هذه الحادثة أن ديننا الحنيف يحث كثيرا على تبادل الحب بين أفراد المنزل..
والتعبير عنه بشتى أنواع الطرق..
لأنه السياج الذي سيحيط المنزل من الضياع الموبوء بدعوى الحب!



ولنتأمل قوله تعالى:
"..وجعل بينكم مودةً ورحمه ان فى ذلك آيات لقوم يتذكرون " ------------ سورة الروم آيه 21
إذن الحب والمودة هي فطرة وهبها الله لنا
لتكون روح الترابط بيننا..وبين أبناءنا..
وهنالك الكثير الكثير من الآيات والأحاديث التي لا يتسع المقام لذكرها هنا..
تحث على ضرورة وجود الحب وإشباع الأبناء منه..


وختاما..متى ما وجد الحب في بيوتنا..
سعدنا وكانت الحياة أكثر إشراقا..
ومتى ما غاب عنه..
كان ذلك سببا للضياع والتشرد الأسري..
وأخيرا:
"اللهم اجعل بيتنا واحة حب ووئام".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق